أكثر من 8 سنوات قضتها جيهان محمود، أم لطفل مصاب بشلل دماغى، أثر على حركة أطرافه الأربعة، مسئولة عن حمله ونقله من منزله فى منطقة المناصرة إلى المدرسة الفكرية التى يدرس بها فى العتبة، وملازمته طوال اليوم الدراسى، لعدم وجود مساعدين فى المدرسة لحمله ونقله إلى الفصل وإلى دورة المياه إذا احتاج إليها.
"جيهان" ترافق طفلها طوال اليوم الدراسى
منذ الصباح الباكر تستيقظ «جيهان»، التى كانت تحمل طفلها على كتفيها قبل حصولها على كرسى متحرك من خلال المساعدات، لتأتى بطفلها إلى المدرسة التى تتولى فيها تلبية كل احتياجاته، بداية من وصوله إلى فصله داخل المدرسة بالدور الثالث، حتى ذهابه إلى دورة المياه لقضاء حاجته: «باشيله على كتفى علشان أطلعه لفصله وأفضل قاعدة طول اليوم قدام المدرسة مع أمهات تانيين علشان أأكله وأشربه، ولو احتاج يدخل الحمام بآخده أوديه وأشطفه وأغير له هدومه وبعدين أرجعه الفصل تانى، لأن مفيش حد من الدادات هيعمل كل ده».
مشكلة كبيرة تعيشها «جيهان»، التى ترافق ابنها صاحب الـ18 عاماً، فى كل مكان، ورغم صعوبة توفير نفقات العلاج ومشقة التنقلات التى أصابتها بعرق النساء، لكنها لم تتأخر عن إرساله إلى مدرسته، وعن التردّد على جلسات العلاج الطبيعى: «ماعنديش غيره فى الدنيا، كان نفسى يبقى فيه تسهيلات أن المدرسة تنقله فصل فى الدور الأرضى لكن الإدارة رافضة».
ليست مشكلة «جيهان» فقط، فكل الأمهات اللاتى رزقن بأطفال من ذوى الإعاقة الحركية ويجلسون على كراسى متحركة، يؤكدن أن أبناءهن يعانون من المشكلة نفسها، وهى عدم وجود أى تجهيزات فى المدارس تناسب ذوى الإعاقة: «لا فيه رامبات ولا مراعاة أن فصولهم تبقى فى الدور الأرضى».
"بسمة" توقفت معاناتها بدخول الجامعة
منذ أن كانت فى المرحلة الابتدائية وهى معتادة على مساعدة والدها لها فى الحركة، كانت تنتظم بسمة أشرف، فى الذهاب إلى مدرستها، وكانت الرحلة اليومية تستغرق الكثير من الإجراءات، حتى التحقت بالجامعة، التى وجدت فيها مصعداً كهربائياً يُسهل عليها الوصول إلى مدرجها: «عندى ضمور فى العضلات، أغلب مراحل المدرسة كنت مابروحش فيها علشان الإجازة المرضى، ماكنتش باحب أروح المدرسة، لأنى باضطر آجى قبل الطلاب علشان أطلع الفصل وأمشى قبلهم علشان الزحمة ومحدش يوقعنى، لحد ما وصلت للجامعة، وباحاول أعتمد على نفسى على قد ما أقدر».
تعليقات الفيسبوك