لم يتبق كثير من الوقت على تخرجه فى معهد السياحة والفنادق، ليبدأ محمود الجزار، التفكير فى مستقبله، الذى تغير رأساً على عقب، بعد تعرضه لحادث سيارة كان يستقلها من قرية العياط، بمحافظة الجيزة، بحثاً عن فرصة عمل داخل أحد فنادق القاهرة، أدى إلى كسر فى الفقرات وقطع بالحبل الشوكى، أفقده القدرة على السير.
تحدى إصابة العمود الفقرى وحصد بطولات فى التنس والسباحة
أيام حزينة عاشها «محمود»، بعد أن أصبح مقيداً على كرسى متحرك، ليقرر بعدها تحدى نفسه، وساعدته على ذلك والدته، باستغلال موهبته فى الغناء والتمثيل، وممارسة ألعاب رياضية مختلفة، حصد عنها ألقاباً وبطولات على مستوى الجمهورية.
«مبقاش عندى وقت للحزن أو التفكير فى اللى حصل، بلعب تنس وسباحة وقوس وسهم، وواخد فيهم بطولات على مستوى الجمهورية، غير الرقص فى مهرجان دى كاف، والغناء والتمثيل المسرحى».
ينظم الشاب، صاحب الـ35 عاماً، وقت التدريب على مدار الأسبوع، وبشكل يومى، بعد نقل إقامته إلى القاهرة داخل سكن مشترك مع أصدقائه من مصابى الحبل الشوكى، لصعوبة سفره إلى قريته يومياً معتمداً على قضاء جميع احتياجاته بنفسه، فضلاً عن نفقاته الذى يوفرها من خلال جزء من معاش والده: «بسافر أزور والدتى كل فترة، هى أكتر واحدة بتشجعنى على كل اللى بعمله، ونفسها تشوفنى فرحان مبسوط، وبتفرح بالبطولات اللى بحصل عليها».
يحاول «محمود»، استكمال دراسته فى كلية التجارة، جامعة القاهرة، من خلال تعرفه على عدد من الأشخاص ذوى الإعاقة، ودائماً يشجعهم على ممارسة الرياضة، التى يجد فيها تعويضاً عن جلسات العلاج الطبيعى، وتسهم فى تحسّن حالته النفسية: «حصلت على مركز أول فى لعبة القوس والسهم، غير إنى أعتبر أول راقص على كرسى متحرك على مستوى الوطن العربى، ونفسى كل الناس تتحدى إعاقتها وتحقق بطولات»
تعليقات الفيسبوك