أطفال صغار ينتشرون حول مكتبات الفجالة بمنطقة رمسيس، تلمحهم وسط زحام الزبائن، يحملون الكتب ويجرون الأدوات ويهتفون بصوت مميز يجذب المارة، ويتنقلون بخفة لمواصلة العمل على مدار اليوم، الذى يبدأ فى ساعات الصباح الأولى، وينتهى مع غروب الشمس خلال فترة الإجازة الصيفية، على أمل الفوز بأجر بسيط، يساعدهم على شراء الزى المدرسى، أما مستلزمات الدراسة، فيفوزون بها بالمجان من أصحاب المكتبات، لينضموا إلى صفوف التلاميذ.
"مصطفى": شغلى فى الإجازة مابيأثرش على تفوقى
جاء مصطفى رمضان، 15 عاماً، من أسيوط مع شقيقه الأكبر، للعمل طوال فترة الإجازة، والاعتماد على نفسه، لتوفير مصاريف الدراسة فى الصف الأول الثانوى، حيث يطمح لأن يواصل تفوقه الدراسى، ودخول الجامعة: «شغلى فى الإجازة مابيأثرش على مستوايا فى المدرسة».
لا يريد «مصطفى» أن يكلف والديه مصاريف زائدة، وفضّل أن يعتمد على نفسه فى سن مبكرة، فيحمل الكتب على كتفيه، ويضعها فى المكان المخصّص لها، ويُلبى طلبات الزبائن، ويساوى الأرفف: «لما عربية بتيجى محمّلة بضاعة بانزلها».
على بُعد خطوات منه يقف عبدالله إبراهيم، على فرشة صغيرة بجوار والده، يبيع «لانش بوكس»، وبعض الأدوات البسيطة، بينما يواصل والده تلبية طلبات الزبائن، معبّراً عن سعادته، باعتماده على نفسه والتعامل مع الناس مباشرة، وهو لم يتجاوز الـ13 عاماً: «اتعلمت بسرعة وبقيت مبسوط بالبيع والشرا».
"يوسف": أحسن من اللعب فى الشارع
يقف يوسف محمد، ابن الـ14 عاماً، أمام باب إحدى المكتبات التى يعمل بها، ينقل الكشاكيل وغيرها من الأدوات المدرسية إلى الزبائن، بناءً على تعليمات صاحب البضاعة، ثم يحضر غيرها من المخزن ويرصها للعرض الخارجى، ويحكى أنه أتى مع شقيقه عقب انتهاء الامتحانات من محافظته أسيوط، للعمل فى فترة الإجازة الصيفية بمقابل يومى 70 جنيهاً، لشراء ما يحتاجه من مستلزمات وملابس: «الشغل أحسن من اللعب فى الشارع».
أما كريم مصطفى، 13 عاماً، فيجر يومياً بضاعة ضخمة، لا يهمه وزنها، وكل ما يشغل تفكيره هو تحقيق مكسب يومى، من خلال نقل طلبات الزبائن مقابل 15 جنيهاً فى المرة الواحدة، يدّخرها لمساعدة أشقائه الأربعة فى الدراسة، حيث يتحمّل تكاليف ملابسهم وأدواتهم كل عام، بصفته الشقيق الأكبر منذ رحيل والده، ثم يعود إلى الجمالية، حيث يسكن.
تعليقات الفيسبوك