حرائق غابات الأمازون
كارثة هائلة ضربت العالم منذ أسابيع وما زال يعاني منها، إذ سجلت غابات الأمازون المطيرة في البرازيل، رقماً قياسياً من الحرائق هذا العام، حيث قال المعهد الوطني لأبحاث الفضاء (Inpe) إن بيانات الأقمار الصناعية الخاصة به أظهرت زيادة في الحرائق بنسبة 84% عن نفس الفترة من عام 2018.
ولغابات الأمازون دور مؤثر في حياة ملايين الكائنات، بمن فيهم البشر، ولو استمرت هذه الحرائق بتلك الوتيرة المتسارعة فقد تختفي تلك الغابات في يوم من الأيام، ولن يكون هذا بعيدا.
هناك خلاف بين خبراء المناخ والبيئة في مصر، حول هل ستتأثر البلاد بهذه الحرائق أم لا، ففريق منهم يرى أن مصر سيصيبها أضرار على المدى القريب، وآخرون يقولون إن مصر ستتأثر ولكن على المدى البعيد، وهناك أيضا من يعتقد أن مصر لن تتأثر أبدا.
قال الدكتور محمد علي فهيم وكيل معمل المناخ بوزارة الزراعة، أمس الأول، إن احتراق غابات الأمازون ستؤثر على مصر، وسيبدأ ذلك في الظهور خلال فصل الخريف المقبل.
وتابع أنه على الرغم من بعد المسافة بين الغابات المحترقة، وذوبان الجليد في مناطق القطب الشمالي "جرينلاند"، عن مصر والتي تصل إلى عشرات الآلاف من الأميال جغرافياً، فإن تأثيرها سيكون قريبا زمنيا بطريقة لا يمكن تصورها.
أما عن أشكال التأثير الذي سيصيب مصر، أشار فهيم إلى أنه سيكون في شكل تقلبات مناخية عنيفة بداية من الخريف الحالي في شكل أمطار خريفية مبكرة وغزيرة وشتاء ممطر لدرجة السيول أحيانا، وعواصف ورياح عاتية وموجات صقيع قارسة وصيف مبكر ساخن ورياح خماسين شرسة.
يرى الدكتور مجدي علام، أمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب، أن حرائق غابات الأمازون بالبرازيل ستؤثر على نسبة الأكسجين في العالم، لأن تلك الحرائق كارثة بيئية كبيرة، وعلى الرغم من أن مصر ستتأثر، ولكن لا توجد ظاهرة مناخية محددة ستؤثر عليها، لكن ما يطلق عليه "المناخ الكوني" للكرة الأرضية سيتأثر.
وقال علام، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "صالة التحرير"، الذي يُعرض على شاشة "صدى البلد"، الثلاثاء الماضي: "مصر ستتأثر من حرائق غابات الأمازون بتغير المناخ بسبب إذابة الجليد في القطب الشمالي، لأن ذلك سيؤدي لارتفاع منسوب مياه البحر الأبيض المتوسط".
وتابع: "شاطئ الدلتا الواقع بين رشيد ودمياط سيعاني من كارثة نتيجة ذوبان الجليد بسبب حرائق مناطق الأمازون، وبدء ذوبان الجليد في القطب الشمالي سيزيد من مستوى المحيط الأطلنطي ثم البحر المتوسط، أي أن شاطئ الدلتا سيتأثر بالمياه المالحة، ما يترتب عليه إنفاق أموال لعمل كتل خرسانية كبيرة لحماية الشواطئ".
وحذر الدكتور أحمد عبدالعال رئيس هيئة الأرصاد الجوية، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "صباح البلد" المذاع عبر شاشة "صدى البلد"، الأربعاء الماضي، من التأثيرات السلبية لحرائق غابات الأمازون على المناخ في مختلف أنحاء العالم، بسبب انبعاث كميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون، وهو من الغازات السامة، ما قد يؤدي إلى حدوث ظاهرة الأمطار الحمضية، التي لها تأثيرات ضارة على الكائنات الحية، كما تؤثر أيضًا على تغير المناخ.
وأكد رئيس الهيئة العامة للأرصاد الجوية أنّ مصر ستتضرر من هذه الحرائق باعتبارها جزءًا من العالم، لكن هذا سيحدث على المدى البعيد، مشددًا على أهمية زيادة الرقعة الخضراء على المستويين المحلي والعالمي قدر الإمكان.
ذكر الدكتور وحيد سعودي، الخبير في المناخ والأرصاد الجوية، في تصريحات سابقة لـ"الوطن"، الخميس الماضي، أن حرائق غابات الأمازون ليس لها أي تأثير على جمهورية مصر العربية.
وفسر سعودي الأمر بأن "خرائط توزيعات الضغط الجوي، سواء الطبقات السطيحة أو العليا أو مصادر الكتل الهوائية المصاحبة لها، وأيضا ارتفاع درجات الحرارة الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط، تؤكد أن مصر لن تتأثر بهذه الحرائق".
واختتم: "صرح البعض بأن مصر قد تتأثر، ولكن الخرائط كلها تقول إننا لن نتأثر أبدا بهذه الكوارث، وعلى رأسها حرائق غابات الأمازون، حديث الساعة، من حرائق وارتفاع في درجات الحرارة وزيادة في نسبة الغازات الدفيئة كالميثان وثاني أكسيد الكربون".
تعليقات الفيسبوك