لأنها لا تتحلل وخفيفة الوزن، تعيش الأكياس البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد مئات السنوات، وتتطاير في الهواء لتنتشر في البيئة بعشوائية، فيبحث الكثيرون عن بدائل لها، ما جعل شابا أسوانيا تعود على بيئة نظيفة، يبحث عن حلول بديلة عندما جاء ليقيم في القاهرة، فكان مشروعه لإنتاج حقائب ورقية ثم من القماش.
محمد عوض ذو الـ 29 عاما، شاب أسواني، انتقل حديثا للإقامة بالقاهرة وبالتحديد في بولاق الدكرور، فساءه أن"البيئة مش نضيفة في القاهرة زي بيئة أسوان" وذلك حسب حديثه لـ"الوطن"، فبادر بالبحث عن طريقة يمكن بها أن يساهم في تحسين بيئته الجديدة، فكانت فكرة إنتاج الأكياس الورقية.
بعد دراسة جدوى للمشروع ، وجد "عوض" أنه لن يحتاج لمعدات كثيرة ولا لرأس مال كبير، كما يمكن أن يصبح مشروعًا مربحا يومًا ما ليستطيع أن يتزوج ابنة عمه آمنة محمد، 27 عاما، والتي استغلت خلفية دراستها بكلية العلوم فأوضحت له ولباقي أفراد العائلة أضرار البلاستيك المتعددة التي يمكن أن يقللها مشروعهم، فحازت الفكرة دعم أسرة "آمنة" لمشروع ربحي غير مكلف وآمن للبيئة، فانطلقت ورشة محمد عوض للحقائب الورقية أواخر مايو الماضي.
شنط عوض الورقية تحولت إلى مشروع لـ"العيلة" في إحدى غرف المنزل
في غرفة بمنزل آمنة في بولاق الدكرور، يتجمع أفراد العائلة، في آخر النهار بعد العودة من أعمالهم، وبين أيديهم مقص وأوراق وقطع القماش، وذلك بحسب رقية محمد، شقيقة آمنة والمسؤولة عن التسويق، "العيلة كلها بتتجمع كل يوم بعد ما كل واحد يجي من شغله وندخل الورشة اللي هي أوضة في البيت نقص ورق الكرافت اللي كان اسمه زمان ورق اللحمة ونطبقها بأشكال وأحجام معينة ونلزق بالغراء ونركب إيد من الخيش" لتتحول الفكرة إلى مشروع عائلي.
إقبال كبير وغير متوقع، لاقته منتجات "عوض" وأبناء عمومته بعد أسبوع واحد فقط من بداية المشورع، "معظم الناس اللي طلبوا منتجاتنا بيشكرونا علشان وفرنا بديل بيئي وآمن ويستخدم كذا مرة"، حيث تابعت رقية حديثها لـ"الوطن" أن ذلك شكَّل دافعا لهم كي يفكروا في حلول تجعل الحقيبة أكثر تحملا للأوزان واللوازم الرطبة "بنحاول ندور على طريقة نخلي الشنطة تتحمل الحاجات المبلولة.. وقريب هنعمل ورشة في مكان منفصل عن البيت".
تقوية الورق أكثر شيئا فشيئا وعمل شنط قماش وإنتاج أكثر من حجم، إضافات جديدة حرص عليها "عوض" في الفترة الأخيرة حرصا على تلبية رغبات العملاء، بالإضافة إلى إدخال خدمات الطباعة على الحقائب كي تتناسب مع المحال التجارية، ليزداد الطلب حتى قام بتدريب بعض النساء ممن لم يستطعن العمل خارج منازلهن بسبب أطفالهن، فيصنعن الحقائب منزليا وإرسالها لـ"عوض" كي يتأكد من جودتها قبل تسويقها لهن.
تعليقات الفيسبوك