ذهبت به أمه إلى العديد من الأطباء، منذ كان صغيراً، لكن أحداً منهم لم يتمكن من تشخيص مرضه أو علاجه.
"سوجيت كومار"، شاب هندي في التاسعة عشر من العمر، يعيش بمدينة "مظفربور" الهندية، وهي إحدى المدن النائية، ويعمل حاليا كفني اصلاح للدراجات النارية بأحد المصانع الصغيرة.
"سوجيت" لاحظ بداية تضخم بطنه منذ كان في السابعة من العمر، وفقاً لما نقله موقع جريدة "ديلي ميل" البريطانية، وفشل جميع الأطباء، الذين ذهب إليهم في تشخيص حالته، وكل ما استطاعوا أن يفعلوه هو أنه يصفوا له بعض الأدوية المسكنة للآلام، وأن ينصحوه بالذهاب إلى العاصمة "نيو ديلهي"، لعله يجد هناك رعاية طبية أفضل.
من المفترض أن تكون الخطوة الأولى في تشخيص حالة "سوجيت" هي إجراء عملية استكشافية بالمنظار في بطنه، وهي عملية غير متوفرة عند أطباء مدينته.
"سوجيت" عانى طوال حياته من المضايقات والتنمر، خاصة من زملائه في المدرسة، مما تسبب في عدم نجاحه في إنشاء أي صداقات، بالإضافة إلى الثقل والحمل الهائل الذي تمثله بطنه المتضخمة، والتي جعلته غير قادراً على ممارسة أي نوع من الرياضة.
والدا "سوجيت" كانا دائما ما يشعران بالحسرة لحال ابنهما، ولم يدخرا أي جهد في رعايته، إلا أنهما لم يتمكنا من توفير نفقات السفر إلى العاصمة "نيو ديلهي"، التي تبعد 1066 كيلومتراً عن مدينتهم، مظفربور.
منبوذا ممن هم في مثل سنه، وغير قادر على اللعب أو ممارسة الرياضة أو حتى المشاركة في أي أنشطة، لم يجد "سوجيت" إلا العمل ليستمد منه سعادته في الحياة.
"سوجيت" بدأ العمل في مصنع الدراجات النارية منذ أكثر من عام، وهو يقول إنه يحب عمله ويحب زملائه، فهم لا يفرقون بينه وبينهم كما كان يفعل زملاء دراسته وغيرهم من الأطفال والشباب ممن كانوا في مثل عمره، ولم يتعرض للسخرية قط منذ عمل في المصنع.
حالة "سوجيت كومار" ليست من الحلات النادرة في الهند، فالهند كانت مشهورة دائماً بظهور حالات طبية غير معروفة وليس لها علاج، وقد جرى حصر حوالي 450 مرض غير معروف في الهند حتى الأن، أصيب بها آلاف البشر في جميع أنحاء الهند.
الضغوط تزداد على الحكومة الهندية لتخصيص ميزانية خاصة للكشف عن الأمراض والحالات الطبية النادرة وعلاجها، إلا أن الحكومة دائماً تشتكي من عدم وجود ما يكفي من الأموال في ميزانية الصحة. تظهر الإحصاءات أن حوالي 95% من الأمراض النادرة في الهند ليس لها علاج معروف، وأن أقل من مريض واحد من كل عشرة مرضى يتلقى علاجا فعالا يمكن أن يقضي على مرضه.
تعليقات الفيسبوك