من قلب المعاناة يولد الاختراع، جملة تليق بحال حمدى أحمد سليمان، الذى أصيب منذ صغره بشلل أعجزه عن الحركة، ولضيق الحال وجد صعوبة فى شراء كرسى متحرك، فقرر أن يصنعه بيديه ليساعده على الحركة: «كل الحكاية شغلت مخى شوية».
استخدم الحديد والخشب فى صناعته وتمكن من الحركة دون مُرافق
قطعة حديد مربعة لا يزيد ارتفاعها عن الأرض على 10 سنتيمتر، مزودة بعجل، وعليها مفرش، مع تركيب ظهر من الخشب فى الخلف، هو الكرسى المتحرك اليدوى الذى صنعه «حمدى» بمعاونة صديق له حداد، كما صنع عكازين صغيرين من الخشب يمسك بهما ليدفع الكرسى إلى الأمام أو الخلف: «بقيت بتحرك بكل سهولة ومن غير ما أحتاج لمرافق».
الصبر والطيبة صفتان يتميز بهما «حمدى»، فكل أزمة قاسية مر بها فى حياته يقابلها بقلب أبيض لذلك يحبه جيرانه، توفى والده ووالدته وهو طفل، فسافر من السيد البدوى فى طنطا، إلى القاهرة عن طريق القطار، يعيش حالياً فى حى الخليفة، يواجه الدنيا وحيداً ويعمل فى بيع المناديل لعدم قدرته على حمل أى بضاعة: «الحياة كانت فى الأول صعبة، يوم ألاقى رزقى ويوم لا، كنت خايف، لحد ما ربنا كرمنى بقلوب الناس الطيبة، طمنونى، بقى جيرانى هما أهلى وأصحابى وبيخافوا عليا».
بلغ «حمدى» 45 عاماً ولم يتزوج، وليس لديه إخوة: «أنا عايش على الله، الظروف ماتسمحش إنى أتجوز، اللى جاى قد اللى رايح، وسايبها على الله».
لا يحلم سوى برضا الله عليه، وبقبول الناس وحبهم له، وبكرسى كهرباء يعتمد عليه فى حياته المقبلة: «بقول يا رب، وبحمده على كل شىء».
تعليقات الفيسبوك