بشوشة الوجه، خفيفة الظل، أنيقة المظهر، ولها طلة مختلفة، هى مواصفات قد تجعل من أى فتاة فرصة ليتهافت الشباب لخطبتها، باستثناء حورية ممدوح، صاحبة الـ25 عاماً، التى تتوافر فيها تلك الصفات، لكن تظل إعاقتها الحركية سبباً فى حرمانها من شريك الحياة.
جلوس «حورية» على كرسى متحرك، بسبب ضمور بالعضلات، حال دون تحقيق حُلم الفستان الأبيض، وعرّضها لرفض متكرر من الرجال، بل والسخرية منها وتعنيفها بأقسى الكلمات، مثل «مش هتقدرى تشيلى المسئولية.. شكلك مخيف»، ثم البعد عنها وتركها وحيدة مرة أخرى.
تبدأ تحضيرات «حورية» للزواج منذ اللحظة الأولى التى تقابل فيها عريساً، لكن سرعان ما تصاب بخيبة ويأس، وتخرج من حزنها بمقولة واحدة تقوّى بها نفسها «ده نصيبى وربنا كاتب لى الخير»، رغم أن مواصفات فتى أحلامها بسيطة جداً. تتمنى «حورية» أن تقابل الشخص الذى يقبل بحالتها الصحية، ويعشق روحها ونقاءها الداخلى أكثر من شكلها الخارجى: «مش معنى كده إنى مش مهتمة بمظهرى وشكلى، بالعكس أنا بعرف ألبس كويس واختياراتى مميزة فى لبسى والمكياج بتاعى».
لم تكمل دراستها.. وتتمنى مقابلة الشخص الذى يقبل بظروفها الصحية
كما تعانى من حظها العثر مع الأصدقاء، بعد أن تخلوا عنها جميعاً: «معنديش صحاب أصلاً وبتركن على الرف كتير»، قالتها بنبرة ساخرة، لتهوّن على نفسها حجم المعاناة.
لم تكمل «حورية» دراستها وتوقفت عند المرحلة الثانوية، لكنها حصلت على كورسات فى اللغات الأجنبية، وعملت فى إحدى الشركات الخاصة، وتقضى أوقات فراغها فى العمل، لتنسى كافة مشكلاتها ومواقف السخرية التى تتعرض لها من الآخرين: «أهلى تاج راسى، ودايماً واقفين معايا، وبيعملوا كل حاجة عشان أفرح واتبسط».
تعليقات الفيسبوك