ابتكار فوط صحية من ألياف الموز
ابتكر النشاط الطلابي بجامعة القاهرة "أنكتس"، فوطًا صحية مصنوعة من ألياف الموز، لنشر ثقافة استخدامها بين النساء في المناطق الفقيرة، اللواتي يصنعنها بأيديهن، موفرين بذلك بديل صحي رخيص، ومصدر للدخل لغير القادرات منهن.
الفريق الطلابي تأهل للمشاركة بالمسابقة العالمية في كاليفورنيا
مما مكن الفريق من الفوز بالمركز الأول على المستوى المحلي بمسابقة "أنكتس" للمشروعات الريادية، والتأهل للسفر للمسابقة العالمية بكاليفورنيا في سبتمبر المقبل.
الفكرة في اجتماع أسبوعي معتاد بنشاط "أنكتس" بجامعة القاهرة، التابع لمنظمة "أنكتس" العالمية الذي يضم طلابا من كليات مختلفة بدأت الفكرة باستطلاع من زملائهم بكلية التجارة، لدراسة الأوضاع المجتمعية في المناطق الفقيرة بحثًا عن فكرة لعامهم الدراسي الجديد تؤهلهم لمنافسة محلية مع 50 جامعة ومعهد مصري يتوفر بهم فروع للمنظمة العالمية المتواجدة في 36 دولة حول العالم، وأخرى عالمية تقام بالولايات المتحدة الأمريكية.
واكتشفوا أن المناطق الفقيرة تعاني من قلة وعي النساء بأهمية الفوط الصحية، أو عدم توفرها في منافذ البيع، أوعزوفهم عن استخدامها لعدم قدرتهن على تحمل نفقات شرائها، واستخدامهم بدائل ضارة، كقطع القماش وأوراق الجرائد والشجر، تؤثر جميعها بالسلب على صحتهن وتجعلهن غير قادرات على العمل في تلك الفترة؛ لأن تكلفتها ترتفع عن المعتاد نظرًا لمصاريف النقل وتداولها بين أكثر من تاجر حتى تصل لهن، لبعد هذه المناطق عن أماكن التصنيع.
استخدام ألياف الموز لتصنيع الفوط الصحية
تحكي دنيا إبراهيم مسؤولة التسويق والعلاقات العامة بالنشاط: "زرنا ست مناطق منهم بني سويف والعياط والقناطر، وأجرينا استطلاع بين السيدات والفتيات في أعمار مختلفة، بدءا من مرحلة البلوغ حتى ما قبل اليأس، وتوصلنا إلى أن نسبة كبيرة من السيدات لا ترتدي الفوط لأنها توفر نفقاتها من أجل بناتها أو غير موجودة أو أن وجدت فبأسعر ترتفع كثيرًا عن سعرها المتداول لتصل تكلفتها الواحدة منها لثلاثة جنيهات في بعض المناطق".
بحثًا عن بديل رخيص وبالكفاءة نفسها قررن استخدام ألياف الموز لتصنيع الفوط الصحية؛ لأنها صحية وآمنة على البيئة ومنخفضة السعر: "الفوط مصنوعة من مواد عضوية بالكامل دون أي مواد كيميائية فلا تسبب التهابات أو مشاكل جلدية، بالإضافة إلى أنها من مواد معاد تدويرها وسهلة التحلل على عكس المواد البلاستيكية المستخدمة في العلامات التجارية الأخرى".
لقرابة ستة أشهر أوقفتهم عدة عقبات، منها كيفية توفير تكلفة المواد الخام، والتصاريح اللازمة من وزارتي الصحة والتربية والتعليم لاختبار المنتج، لنشر الوعي بين طالبات المدارس.
ولحساسية الموضوع، تحولت جلسات التوعية بالجمعيات الخيرية والمدارس إلى تجمعات نسائية بدءًا من فريق "أنكتس" المكون من فتيات فقط حتى الطبيبة التي تلقنهن النصائح والمعلومات الطبية عن أهمية وسلامة الفوط الصحية: "كنا عاوزين نحسسهم أننا كلنا ستات في بعض عشان يتكلموا في الموضوع من غير قلق".
توفير فرص عمل لغير القادرات
لا يتوقف دور "أنكتس" على توفير البديل المناسب فقط، بل يعمل على تمكين السيدات في المناطق الفقيرة من خلال توفير فرص عمل بالمشروع لغير القادرات، معتمدين على التمويل الذاتي من أموالهم الخاصة يشترون المواد الخام من ألياف ومواد للتعقيم، ليقوموا بتعقيمها بمعامل كلية الصيدلة بجامعة القاهرة، ومن ثم تسليمها للجمعيات الخيرية، التي تمنحهم مكان بداخلها مناسب لاجتماع النساء لتبدأ عملية التصنيع، تقول دينا إبراهيم: "المشروع بيصرف على نفسه، بنشتري المواد الخام من فلوسنا وبعد البيع بناخد تكلفة المواد والربح كله بيكون للعاملات، الذي قد يصل نصيب الفرد منه إلى ألف جنيه" محاولين الأشراف على التصنيع و التأكد من مدى التزام هذه الأماكن بمعايير التعقيم المتفق عليها".
وتتابع: "تصل تكلفة الواحدة منها بعد التصنيع إلى 60 قرشًا، وتباع بنحو جنيه وربع، لتوفر ربح مناسب للسيدات، ولا نركز على المنافسة مع العلامات التجارية الموجودة في هذا المجال، وإنما على الاستمرار في تقديم هذه الخدمة المجتمعية، من خلال الشراكة مع إحدى هذه الشركات أو الوصول لمستثمر لتمويل المشروع، لأن كلنا طلاب، ومش عاوزين المشروع يقف بعد ما أصحاب الفكرة يتخرجوا".
بدأ المشروع الطلابي، أولى خطواته خارج مصر بإحدى الجمعيات الخيرية بجمهورية السودان، آملين في أن يمكنهم الفوز بالمسابقة العالمية، التي سيمثلوا فيها مصر من التوسع وتطوير والانتشار في مناطق أكثر: "وصلنا لست جمعيات في مصر وواحدة في السودان وهدفنا نوصل لكل المناطق الفقيرة في العالم".
تعليقات الفيسبوك