انتقاله من مسقط رأسه، لدولة أخرى غريبة عنه بكل تفاصيلها وعاداتها وأماكنها، رغم شهرتها الشديدة، إلا أن ذلك لم يمنعه أبدا من الانغماس فيها والذوبان في حبها والاستمتاع بالأعوام الأربعة التي يمكث فيها بمصر، لدراسته في كلية التجارة بجامعة عين شمس منذ 2016، ليشارك مؤخرا في التطوع لتنظيم بطولة الأمم الأفريقية التي تحتضنها البلاد للمرة الخامسة.
عبدالرازق عبدالعزيز حسن، المولود بمدينة نقال الصومالية، انتقل من بلاده بشغف شديد قبل نحو 4 أعوام، إلى القاهرة لم تكن مجرد بلدة غريبة عنه ولكن دولة بالكامل، إلا أن ذلك زاد إرادته بالتطلع والتعرف عليها أكثر والمشاركة في العديد من الفاعليات المختلفة التي تشهدها البلاد مؤخرا.
على مدار تلك الأعوام، وبجانب دراسته في جامعة عين شمس، حرص الشاب الصومالي على المشاركة في فاعليات الشباب المختلفة بمصر، فانضم إلى التدريب الصيفي بجامعة الدول العربية ومبادرة شباب أفريقيا، ومنتدى شباب العالم في أسبانيا، وبنسخته المصرية في شرم الشيخ العام الماضي، ما ساهم في تكوينه لثقافة ضخمة وتوسيع شبكة علاقاته وتغيير أفكاره وتنميتها، والتعرف على الثقافات المختلفة لجنسيات العالم المتنوعة، التي كانت القاهرة الدافع والأساس فيها.
لم تتوقف مشاركات "عبدالرازق" على الجانب السياسي فقط، ولكن كونه شخصا رياضيا لا سيما لكرة القدم، دفعه للمبادرة بالتطوع من أجل تنظيم بطولة الأمم الأفريقية "كان 2019" التي تنظمها مصر خلال الشهر الجاري، الذي أضفى عليه سعادة بالغة فور الإعلان عن احتضان البلاد لها مطلع 2019، قائلا: "لما عرفت أن البطولة هتتنظم في مصر في الوقت اللي أنا موجود فيه هنا، اتبسطت جدا أني هكون موجود، وبعد فترة كلمني رئيس مجموعة شباب أفريقيا وقالي أن في فرصة حلوة بالتطوع، شاركت على طول".
وقبل حوالي شهرين، خضع الشاب الصومالي للاختبارات التطوع التي جرى قبوله فيها، ثم التدريب بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا في 6 أكتوبر، والتي اعتبرها "فرصة ذهبية" ليكون ضمن ذلك الحدث الضخم المرتبط بمصر العاشق لها والقارة الأفريقية التي ينتمي لها.
خدمة المشجعين باستاد القاهرة الدولي، هو الفريق الذي ألتحق به "عبدالرازق" ضمن مجموعة المتطوعين الانترناشيونال، كونهم ينتمون لدول مختلفة بخلاف مصر وقادرين على الحديث باللغات الأفريقية، لذلك يعتمد عليهم في عدة مجالات للترجمة والتنقل بين الملاعب لمساعدة الآخرين.
"بتحصل طول الوقت مواقف مضحكة لطيفة من المصريين لما بيشوفوني ويعرفوا أني صومالي، زي مثلا بيقولولي بتشجع مين، فبقولهم واحد بالشكل ده هيشجع فريق ايه يعني"... بحس فكاهي يتحدث الطالب بكلية التجارة عن بعضا لمواقف المختلفة التي يتعرض لها في الاستاد، موضحا أن الأجواء تكون مختلفة بشدة لاسيما من المصريين الذين يحرصون على الترحيب به وإضفاء البسمة على الموقف.
كما أنه يكن حبا شديدا للمنتخب المصري، ولكنه يحرص أيضا على مساندة باقي منتخبات القارة ودعمهم بالمباريات المختلفة، لعدم مشاركة بلاده بالبطولة، بجانب اهتمامه الشديد على خدمة المشجعين طوال الوقت وتلبية مطالبهم دون التفرقة بينهم والاستمتاع بالأجواء الكروية المميزة للمباراة، وهو ما أكسبه مهارات جديدة، بينما أسعده بشدة رؤيته للاعب المصري محمد صلاح، والسنغالي ساديو ماني.
تعليقات الفيسبوك