شقيقات يتطوعن في "أمم أفريقيا"
رابطة الأخوة، لم تكن فقط قاصرة على المحاباة والمساندة في مشكلات وأزمات الحياة والمشاركة في أحداثها المختلفة، وإنما أيضا دافعا للتطوير والمشاركة في الأحداث المهمة التي تشهدها البلاد، لتتكاتف أيادي الأشقاء معا في دعم تنظيم مصر لبطولة الأمم الأفريقية لعام 2019.
بين جموع المتطوعين لتنظيم البطولة، اصطف عدد من الأشقاء لدعم بلادهم التي تحتضن ذلك الحدث الرياضي الأضخم بالقارة، للمرة الخامسة، منهم الشقيقتان "بسنت وروان عماد"، اللذين تفاوتت أعمارهما آرائهم واهتماماتهم، ولكنهم اتفقوا على دعم مصر في تلك البطولة.

فور معرفة الشقيقة الكبرى بسنت عماد، 22 عاما، بفتح باب التطوع لبطولة الأمم الأفريقية برمضان الماضي، حثت شقيقتها التي تجاوزت السن القانونية قبل أشهر قليلة، على الانضمام لها معها، لا سيما بعد مشاركتهما في البطولة العربية لكرة القدم مطلع العام الجاري، لتقدم الشقيقتان عبر الرابط الإلكتروني ومن ثم تخضعان للاختبارات والمقابلات الشخصية المتعددة له في مركز التعليم المدني الخاص بـ"الكاف" في الزمالك، حتى تم قبولهن.
حرصت الشابة العشرينية، خريجة كلية الألسن بجامعة عين شمس، على التفرغ والحصول على إجازة من عملها بإحدى الشركات الناشئة، رغم حاجة العمل لها، منذ بداية التدريب عليه في جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا بمنطقة 6 أكتوبر البعيدة عن مسكنها في مصر الجديدة، بمشاركة مجموعة من المدربين المتخصصين في مجال كرة القدم، قائلة: "عرفونا عن كاس الأمم الأفريقية والاستاد وأهمية التطوع والعمل في الفريق وازاي حاجة بسيطة جدا تفرق في المجتمع، وأهمية وجود كل واحد في مكان معين مهم، وإزاي نهتم بنظافة الاستاد زي بيتنا الكبير وأن اللي جايين أصحابنا وضيوفنا ولازم نرحب بيهم جامد".


القاعدة الأولى والأهم التي نقلتها "بسنت" من المسؤولة عن فريق المتطوعين الدكتورة والبرلمانية جهاد عامر هي "أن الجماهير كلهم VIP مهما كانت درجاتهم مختلفة، ولازم نهتم بيهم، ويطلعوا مبسوطين"، كونها وشقيقاتها من المختصين بخدمة المشجعين في مدرجات "التالتة يمين" لذلك عليهم التركيز على راحتهم ومساعدتهم في كل شيء وتوصيلهم بمناطق المطاعم ودورات المياه وحتى التقاط الصور لهم، بينما كانت في الوقت نفسه ترعى شقيقتها الصغرى وتحاول رعايتها والاهتمام بها "بس برضو كنت بخليها تعتمد على نفسها أكتر كل شوية".
رغم حداثة ذلك الدور على شقيقتها الصغرى روان عماد، الطالبة في العام الأول بكلية الطب البيطري لجامعة القاهرة، إلا أن ذلك أضفى عليها سعادة ضخمة بانضمامها لذلك الحدث الذي لم تتخيل يوما أن تشارك فيه وتكون جزءا أصيلا منه، أو أنها أخيرا ستتمكن من تشجيع المنتخب المصري عن قرب.


"حفل الافتتاح كان مفاجأة كبيرة جدا بالنسبة ليا، ووجودي جوه الاستاد وقته كان قمة الفرحة بالنسبة ليا، بين الرئيس وأصحابي والمنتخب".. بحماسة شديدة عبرت الشابة التي تفرقها أشهر قليلة عن عامها التاسع عشر، تحدثت عن مشاركتها في البطولة والتي تأججت بشدة في أول أيامه، وازدادت يوما بعد يوم، في ظل اهتمام اللجنة المنظمة بهم أيضا، على الرغم من المجهود الشاق الذي يبذلونه وعدم مغادرتهم للاستاد إلا بعد خروج الجميع منه "بس كله يهون علشان خدمة مصر، وأنا فرحانة إني من صغري كده قادرة أعمل ده"، على حد قولها.


وفي الوقت نفسه، كانت الشقيقتان "دانا وفرح جمال" يساهمان أيضا في تنظيم البطولة في قطاعات أخرى، حيث كان من نصيب "دانا" الكبرى أن تطوعت في فريق "ميديا سنتر" باستاد القاهرة الدولي، بينما شققتها الصغرى "فرح" انضمت لفريق "البروتوكول" الذي يتولى استقبال الشخصيات المهمة والبارزة باستاد الدفاع الجوي، وهو ما ولدّ مخاوف أخوية بينهن على بعضهن البعض، ولكن التأمين والرعاية الضخمة للجنة المنطة أذابت ذلك الأمر.

تتولى "دانا"، الطالبة بالعام الأخير في كلية الألسن بجامعة عين شمس، مهمة التواصل مع الصحفيين المصريين والأجانب ومساعدتهم وتسهيل متطلباتهم، وحضور المؤتمرات الصحفية بالاستاد ومتابعة ما يتم نشره عن البطولة دوليا أولا بأول وتنفيذ التعليمات من اللجنة المنظمة والكاف، وهو ما يحتاج جهودا ضخمة منها، قائلة: "بس كله يهون علشان مصر وكفاية أني ضمن الحدث ده، دي حاجة هتفضل مصدر فخر كبير ليا".
شاركت الشابة العشرينية مسبقا بعدة مناسبات مهمة منها معرض "إيديكس 2018"، وقرعة بطولة الأمم الأفريقية، بجانب بطولات دولية أخرى، إلا أن "كان 2019" هو الحدث الأهم بالنسبة لها والتحدي الأكبر حاليا حيث تتولى دورا مهما به، لذلك حثت شقيقتها الصغرى "فرح" على المشاركة لأول مرة فيه والتي قابلتها بسعادة وحماس شديدين، دفع المنظمين لاختيارها ضمن لجنة "البروتوكول" للتعامل مع كبار الزوار، قائلة: "دي أحسن حاجة ممكن تكون حصلت لي في حياتي وطول الوقت بكلم صحابي عنها بفخر شديد".




تعليقات الفيسبوك