هو الفيلسوف والحكيم في أعماله، والذي يظهر دائما بشخصية الجنرال والفتى المهذب المكتمل العقل، يؤدي الدور بجدية تامة، يشعر المشاهد أنه في موقف حقيقي خلف الكاميرات، فيحل اليوم ذكرى رحيل الفنان أحمد مظهر، الذي لقب بفارس السينما العربية.
كانت حياة الفنان أحمد مظهر بعيدة عن الفن تماماً، فدرس العلوم العسكرية في الكلية الحربية، وتخرج عام 1938 بالدفعة التي ضمت كل من الرؤساء جمال عبد الناصر وأنور السادات وعبد اللطيف البغدادي وحسين الشافعي، لكن ترك الحياة العسكرية واستقال برتبة عقيد عام 1956م، وعمل سكرتير بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والأداب إلى أن تفرغ للفن عام 1958، فأصبح من ألمع نجومه.
استقال أحمد مظهر من عمله العسكري أثناء مشاركته في فيلم رد قلبي عام 1957، وقال في حوار قديم أجرى معه: "شاركت في فيلم رد قلبي، وبعت إذن لكنه خد وقت كبير" موضحاً أنه كان في انتظاره لكي يبدأ التصوير، متابعا: "قولت أكيد هيجيلي زي ما جالي أيام فيلم ظهور الإسلام".
وأضاف أنه لم يكن هناك احتمالات لعدم الموافقة عليه، نظراً لأنه تمت الموافقة على مشاركته في تصوير فيلم "ظهور الإسلام"، أيام حيدر باشا وعبد الحكيم عامر، لكنه بعد انتظار طويل للموافقة اضطر للاستقالة لاستكمال عمله الفني والتفرغ لمشواره الجديد.
وخلال مسيرته الفنية التي امتدت لـ49 عام، قدم الفنان أحمد مظهر العديد من الأعمال الفنية بأدوار متنوعة، لكنه برز فى الأدوار العاطفية والتاريخية مثل دور الفارس في أفلام "وإسلاماه"، و"الناصر صلاح الدين"، و"جميلة"، و"رد قلبي"، و"العمر لحظة"، و"دعاء الكروان"، و"لوعة الحب"، و"لن اعترف"، كما برع في الأدور الكوميدية التي أسندت إليه مثل فيلم "الجريمة الضاحكة"، و"لصوص لكن ظرفاء"، و"الأيدى الناعمة".
وكان أحمد مظهر ملماً بالثقافة وملما بالتحدث بعدة لغات أجنبية، فلم يكتفي بتمثيله في السينما العربية، بل اتجه إلى السنيما العالمية بمشاركته مع الفنان بيتر جريفز صاحب أشهر أفلام السينما الأمريكية، والممثل العالمي كاميرون مشيل في فيلم "guns and the fury" للمنتج العالمي توني زار أندست، ودارت أحداثه حول البحث عن البترول في بداية القرن العشرين.
تعليقات الفيسبوك