حياة غير عادية لفتاة «قصة قصيرة»
حياة عادية طبيعية كباقى البشر، هكذا كانت حياة تلك الفتاة التى لم تبلغ الثامنة من عمرها، تعيش مع عائلتها الصغيرة فى منزل صغير متواضع. كانت فتاة حالمة، دائماً ما تلقى الكلمات بعشوائية، حتى تصبح تلك الكلمات شيئاً جميلاً، كانت تُخرج ما بحوزتها من مواجع، لطالما أحبت الكتابة، تكتب جميع ما يدور بعقلها، جميع ما تشعر به فى قلبها، كانت ترمى جميع أحزانها على تلك الورقة المسكينة التى لم تكن تتحمل فتهترئ.
لطالما أخذت تلك الورقة ملجأها الوحيد لتشتكى، لكن ما لم تكن تعرفه تلك الطفلة هو أن هذه الأحزان التى تحملها الآن، لم ولن تساوى آلام وأحزان المستقبل الذى ستعيشه، لم أنا؟ هى التى دُمرت أحلامها.. لم أنا؟ هى التى تتحمل.. لم أنا؟ هى التى تُجرح.. لم أنا؟ هى التى تتألم.. لم أنا؟ من بين جميع صديقاتى.. لم ولم ولم، هل هذا ما يسمى «القدر»؟ قدرى أن أعيش هكذا، أن تنقلب حياتى رأساً على عقب، أن تتغير الموازين، أن أعيش برداء الوحدة الذى حكته بيدىّ الصغيرتين، أن أموت وأحيا على الذكرى المؤلمة التى أصبحت كالندبة فى قلبى، لم ولن أستطيع محوها، لكن لا أعلم إن كنت قادرة على إخفائها ومعالجتها، ببساطة لأننى لم أنتشل منها، كبرت مع تلك الذكرى واعتقدت بأننى سأحيا معها وأموت معها، فهى الآن أصبحت جزءاً لا يتجزأ منى.
فاطمة محمد قاسم صالح
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com
تعليقات الفيسبوك