العثور على "الزئبق الأحمر" حلم يراود كثيرون ممن يسعون وراء الثراء السريع، إلى جانب آخرين ممن يعتقدون أنه يُطيل العمر ويجعل من يتناوله يعيش في شباب دائم على مر الزمان أو أنه يستخدم في أعمال السحر وغيرها.
ارتبط اسم "الزئبق الأحمر" بالحضارة الفرعونية، حيث يزعم عدد كبير وجوده في المومياوات الفرعونية، رغم تأكيد أكثر من عالم مصريات وعلى رأسهم الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق، أنه لا يوجد ما يسمى الزئبق الأحمر وهو عبارة عن وهم، مشيرًا إلى أن الناس اعتقدت أن مادة التحنيط، الذي خرجت من إحدى المومياوات لرئيس الجيوش في الأسرة السابعة والعشرين، ووضعتها الحكومة في زجاجة هو الزئبق الأحمر، ولكنه اعتقاد خاطئ تماما.
ولكن يبدو أن البحث عن الزئبق الأحمر لم يتوقف عند حد المومياوات ومقابر ملوك الفراعنة، حيث انتشرت في الآونة الأخيرة شائعات تزعم وجود "زئبق أحمر" في أجهز التلفزيونات والراديو القديمة، إلى جانب ماكينات الخياطة "السينجر".
البحث عن "الزئبق الأحمر" في التلفزيونات القديمة خاصة ماركة "فيليبس" بات حديث المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي، خلال السنوات الأخيرة، الجميع يسأل عن حقيقة الأمر ومكان تواجده تحديدا داخل جهاز التلفزيون القديم.
وهو عبارة عن أمبول زجاجي يشبه قطعة الزجاج التي يوضع داخلها المادة الكيميائية في أجهزة استشعار الحرائق بالفنادق، وسط مزاعم بأن هذا الأمبول يحتوى على غلات من الزئبق حمراء اللون، ويستغله البعض في النصب على الأثرياء وإيهامهم بأنه زئبق فرعوني.
البحث عن الزئبق الأحمر في أجهزة الراديو
وفي عام 2009، انتشرت تجارة أجهزة راديو فيلبس الألمانية في سوريا، اعتقادا في احتواءها على الزئبق الأحمر.
وقالت صحيفة "الخليج" السعودية، إن البحث عن الزئبق تحول إلى ما يشبه تجارة الوهم التي كثر مروجوها وباعتها ومشتروها، أدى هذا إلى ارتفاع أسعار أجهزة الراديو إلى ما يقارب الـ10 أضعاف، وشهد سوق المواد القديمة (سوق الحرامية) كما يُعرف في حمص السورية، توافد أعداد كبيرة من الناس رجالاً ونساءً للبحث عن هذه الأجهزة التي بيع بعضها بأكثر من 25 ألف ليرة سورية أي ما يعادل الـ400 دولار مع أن سعرها لم يكن يتجاوز الـ1500 ليرة قبل ذلك.
وأدى انتشار شائعة الزئبق الأحمر إلى وقوع الكثير من حالات النصب والاحتيال في المجتمع السوري.
ارتفاع أسعار ماكينات الخياطة في السعودية بسبب الزئبق الأحمر
وفي عام 2009 أيضًا، انتشرت شائعة في المملكة العربية السعودية تتعلق بتواجد الزئبق الأحمر في ماكينات الخياطة القديمة من طراز "سنجر".
وقالت صحيفة "الرياض" آنذاك، إن حركة شرائية غير مسبوقة استهدفت مكائن الخياطة النسائية القديمة، حيث جاءت تلك الحركة ملهبة الأسعار التي قدمت من أجل الحصول على ماكينة خياطة خردة؛ بحثاً عن ماكينة "سنجر" ذات العلامة التجارية "الأسد"، وذلك بغية الحصول عليها وبيعها بأسعار خيالية في أماكن أخرى مثل حفر الباطن والرياض ويأتي ذلك عندما ترددت الشائعة عن وجود الزئبق الأحمر داخلها والذي يدخل في الكثير من الصناعات كما يستخدم في أغراض أخرى مثل استخراج الكنوز وما يتردد بين المشترين لمكائن الخياطة عن القيمة العالية للزئبق الأحمر.
تعليقات الفيسبوك