خيوط من نور بطول 27 متراً، معلقة بين السماء والأرض، تحديداً من ارتفاع 20 طابقاً لأسفل، تتوسط أحد شوارع منطقة 45 بشرق الإسكندرية، صنع بها «شنودة» أطول فانوس، ليشارك أبناء منطقته من المسلمين احتفالاتهم بشهر رمضان.
«بحب الشهر ده أكتر من المسلمين نفسهم»، هكذا عبر سامح شنودة، 30 عاماً، تاجر ملابس، عن حبه للشهر الكريم، وإصراره على مشاركة أصدقائه وجيرانه المسلمين احتفالاتهم، حيث تتجلى مظاهر الوحدة الوطنية فى منطقة العصافرة، ومنذ صغره يحرص على اتباع عادات وتقاليد تحث على التسامح والود والمشاركة: «أيام المدرسة كنا بنصوم مع زمايلنا، ولما كبرنا اتعلمنا مناكلش قدامهم، وكمان الشغل بيزيد رزقه وبركته فى شهر رمضان».
قرر «شنودة» صناعة الفانوس هذا العام ليضعه فى أول المنطقة، ويكون علامة مميزة تعلن عن مجىء شهر الخير، موضحاً أن الفكرة طرأت لذهنه منذ شهر ونصف، واستغرق تنفيذها ما يقارب الشهر، مستخدماً خامات بسيطة: «شباك الليد المبطنة بالتُل، قمة من الحديد تمسك بالشباك، خشب لصناعة القاعدة السُفلية، وأسلاك كهرباء للتوصيل».
وبمساعدة العاملين وأبناء المنطقة، تم تعليق الفانوس فى يومين، بعد مداولات لاختيار المكان، حيث يتطلب وجود عمارتين عاليتين لتتحملا حجمه الثقيل، ويظهر جماله وتفرده عن باقى الفوانيس والزينة المنتشرة فى كل أنحاء الإسكندرية.
«تكلفة صناعة الفانوس، كانت نحو 10 آلاف و500 جنيه، دفعتها من مالى الخاص، ورغم طلب عدد من أصدقائى مشاركتى فى التكلفة، رفضت وبإصرار، ليس أنانية منى، ولكن لرفع عبء المصاريف عنهم»، والنتيجة فى النهاية كانت مرضية بالنسبة له، وعوضت أى نفقات مادية أو معنوية تحملها لتزيين منطقته.
تعليقات الفيسبوك