نجوان خفاجى
نظرات متطفلة وتعليقات ساخرة، تلاحقها أينما ذهبت، وتفسد عليها الاستمتاع بحياتها.. هذه مأساة نجوان على خفاجى، 40 عاماً، مثلما هى مأساة كل من يعانون «قصر القامة»، لكنها صمدت وقررت أن تُكمل طريقها، متشبثة بحلم واحد، هو الرد على كل المشككين فى قدراتها، حتى وصلت إلى اللحظة التى تُوجت فيها بلقب «ملكة جمال العرب لقصار القامة» فى المسابقة، التى نُظمت بمدينة شرم الشيخ قبل أيام.
بكت «نجوان» على المسرح، فرحة بالتتويج الذى محا من مخيلتها كل ما سمعته ولمحته من تعليقات ساخرة فى السابق، واكتفت بتلك اللحظة التى زين فيها تاج الجمال رأسها.
تخرجت «الملكة» فى كلية الاقتصاد المنزلى بجامعة حلوان، وتعمل مصمّمة أزياء، وكانت أزمتها فى طولها، الذى لا يتعدى 122 سنتيمتراً، وتقول «مشكلتى الحقيقية كانت مع الناس اللى فاكرين أن قصار القامة مايقدروش يعملوا حاجة، بيتعاملوا معانا على أننا معاقين».
اشتراكها فى المسابقة وفوزها بلقب الملكة، جعلاها تثق بنفسها وشخصيتها وبقدرتها على استكمال الحياة دون عوائق، خاصة أن لجنة تحكيم المسابقة أشادت بها على كل المستويات، التعليم، الثقافة، التدين، العلاقات الاجتماعية، وهو ما أهّلها للحصول على اللقب، حتى تصبح مثالاً قوياً لقصار القامة: «وصولى أنا وباقى البنات لمسابقة زى دى، فى حد ذاته نجاح لينا كلنا وتحدى، نثبت بيه قدراتنا».
بعد التتويج، وضعت «نجوان» فى أولوياتها خلال الفترة المقبلة، العمل على نشر ثقافة التعامل مع «قصار القامة»، والتوقف عن استخدام كلمة «الأقزام»، لأنها سيئة، ولها وقع سلبى عليهم.
تعليقات الفيسبوك