فى معرض حديقة الأورمان، تتنافس الزهور بمختلف أشكالها وألوانها كل عام، لكن لأول مرة يدخل معها منافس جديد، يفوح منه عطر الزمن الجميل، فتلمع بين الشتلات وأحواض الزرع، صورة هند رستم بملاءتها السوداء، التى تخطف الأنظار، وبجوارها يجلس فى وقار الرئيس الراحل أنور السادات، بينما تتراقص الزهور على صوت العندليب، وتزدهر برؤية نجم الكوميديا فؤاد المهندس، فى ركن خاص صنعته سارة الجندى، داخل معرض الزهور.
تتمرّد الفتاة الحاصلة على بكالوريوس تربية فنية، على بيع الورود فى معرض الزهور السنوى، كعادة باقى المشاركين، بينما تستغل إقامته وكثرة رواده لإحياء التراث الشعبى والأغانى القديمة، من خلال لوحات لفنانين كبار رسمها والدها، وكتيبات «نوت بوكس»، و«مجّات» و«ميداليات» مزيّنة بأغانى فاطمة سرحان، عايدة الشاعر، فاطمة عيد، وأوبريت الليلة الكبيرة وغيرها. «أغانى بنحب نسمعها، بس مابنعرفش مين اللى بيغنيها»، كان هذا سبباً كافياً كى تنفّذ الفتاة العشرينية فكرتها، بكتابة الأغنيات على أغلفة الكتيبات، وفى الخلف نبذة عن الفنان وكلمات أشهر أغانيه: «علشان الناس تعرف هما مين، وحياتهم كانت عاملة إزاى».
لأول مرة، تشارك «سارة» فى المعرض بأعمال فنية ومشغولات يدوية ظلت تحضرها لأكثر من شهرين، استعداداً للمشاركة بها فى المعرض، بجانب مجموعة من الزهور العطرية، مثل النعناع والريحان والمزهرة: «جزء تجميلى تكميلى، لكن مش هو الأساس». تعرض «سارة» لوحتى هند رستم والسادات بـ350 جنيهاً، بينما تبيع لوحة العندليب وفؤاد المهندس بـ250، لصغر حجمهما نسبياً، وتحرص على تداخل الألوان المبهجة معاً، لتعكس جمال زهور الربيع.
تدين «سارة» بالفضل لوالدها، لمساعدته وتشجعيه لها على إحياء التراث: «حبّبنى فيه، وخلانى أستغل فترة المعرض لتعريف الناس بيه»، على مدار 45 يوماً فترة إقامة المعرض تقدّم كل يوم جديداً عن التراث ونجوم الزمن الجميل، فى لفتة تُعد الأولى من نوعها داخل كرنفال الزهور السنوى.
تعليقات الفيسبوك