تناقض شديد بين الجماهيرية الكبيرة التى حظيت بها أعمال أحمد خالد توفيق، والغياب الملحوظ لها عن الشاشتين الكبيرة والصغيرة، رغم اهتمام الكاتب الراحل بالسينما ومحاولاته كتابة السيناريو بأشكاله، لكن الحديث عن السينما أو التليفزيون فى حياته ارتبط بغصة بدت واضحة على وجهه، عندما قال فى أكثر من حديث «اتأخرت كتير».
رأى شاركه فيه عدد غير قليل من المبدعين: «عندى طموح كبير أحول واحدة من قصصه إلى فيلم سينمائى، لأنه ظُلم سينمائياً، والسينما المصرية مقصّرة فى حقه تقصيراً رهيباً»، قالها الكاتب الصحفى والسيناريست إبراهيم عيسى فى تأكيد على الفكرة ذاتها.
«لظروف إنتاجية» كان هذا هو السبب الأبرز وراء تأجيل كل المشاريع الخاصة بخروج أعمال الراحل من الحيز الورقى: «أعمال كثيرة جداً، لا يمكن تذكر كل شىء، لكن على سبيل المثال، قمت بتجهيز سيناريو لفيلم «بورتريه» تحمس له أحد المنتجين، غير أن الأمور لم تتم، ومشاريع سينمائية أخرى عن قصتى «أسطورة العلامات الدامية»، و«أسطورة الجاثوم»، قالها «توفيق» فى حديث سابق له، دون أن يشير إلى أن المصير ذاته طارد أكثر أعماله، وأبرزها الإعلان عن تحويل روايته «يوتوبيا» عام 2015 إلى فيلم سينمائى من إخراج رامى إمام دون جدوى.
"مخيون": أتلقى ترشيحات عديدة من الشباب على «فيس بوك» لأداء شخصية رفعت إسماعيل
أحاديث متواصلة منذ قرابة السنوات العشر عن تحويل سلسلة «ما وراء الطبيعة» إلى مسلسل تليفزيونى، مسألة أصابت الجميع بالإحباط بمن فيهم أصحاب التجربة أنفسهم. لم يكد يُتوفى أحمد خالد توفيق، حتى بدأ كل شىء يتحقق «الانتهاء من تصوير مسلسل زودياك»، هكذا أعلن فريق عمل المسلسل المأخوذ عن قصة «حظك اليوم» للكاتب الراحل، ليصبح العمل الأول له الذى يخالف القاعدة، ويمر بأطوار التنفيذ كاملة بالتزامن مع اقتراب الذكرى الأولى من رحيله، الأمر ذاته ينطبق على مشروع المخرج الشاب عمرو سلامة لتحويل «ما وراء الطبيعة» إلى الشاشة.
«أحمد خالد توفيق شريك فى كبنى آدم، رمز أبوى لى من وقت ما اتعلمت اقرأ وأكتب، من الظلم نبقى فى مناخ سينمائى ما بيحوّلش الروايات العظيمة لأعمال سينمائية»، معانٍ أكد عليها «سلامة» عبر أكثر من لقاء مؤكداً: «اشتغلنا على مسلسل ما وراء الطبيعة، والناس منتظراه لحد النهارده، مرة كل أسبوع يسألونى فين لكن كان دايماً بيقف لأسباب إنتاجية».
«نحس» يبدو أنه انفك، ففى يوم 25 مارس وقبيل 7 أيام فقط من الذكرى الأولى لرحيل «توفيق» أعلن «سلامة»، عبر صفحته الشخصية عن أن العمل يجرى حالياً لتحويل ما وراء الطبيعة لمسلسل، مؤكداً أن وعده الذى كان قطعه لتوفيق قبل الوفاة: «طول ما أنا عايش هحارب عشان يخرج للنور بأحسن شكل وأحسن جودة وينافس الحاجات العالمية»، قد بدأ يتحقق بالفعل: «هيحكى بشكل مختلف عن الكتب بروح الكتب، بنكتبه هينزل فى 2019، أو بداية 2020».
مع ذلك لا يزال محبو «توفيق» يفاضلون بين الشخصيات التى من الممكن أن تصلح فى أداء شخصية رفعت إسماعيل، ترشيحات تضمنت أسماء، مثل: «عبدالعزيز مخيون، ومحمد صبحى، وسيد رجب، وعزت العلايلى، وماجد الكدوانى، وآخرين»، لكن يبدو أن مؤلف الشخصية نفسه كان يرى فى الفنان «مخيون» الاختيار الأمثل.
«الدكتور أحمد خالد توفيق اتصل بى من فترة طويلة بنفسه، اتكلم معايا عن ملامح الشخصية وبعتلى حاجات تساعدنى على فهمها، لكن الموضوع مع الوقت اختفى والعمل ما خرجش للنور».
وتابع مخيون لـ«الوطن»: «استخلصت بعض ملامحها هى لرجل طبيب، له سمات بعينها، مثل كونه مدخناً، منطوياً، له عالمه الخاص جداً، أرحب بتأدية الدور، لكنّ أحداً لم يتواصل معى حتى الآن بهذا الشأن».
تعليقات الفيسبوك