وقع في عشق الخيل منذ أن كان طفلا، تعلق قلبه به وهو في سن السادسة، هدفه كان القرب منها دائما، فقرر العمل في مهنة "البيطار"، وهي تركيب الحدوة للحصان، تعلمها من جده، واستمر فيها ولم يتركها يوما: "مهنة مسكتني وأنا عيل، كنت كل لما أفكر اشتغل غيرها، عشقي للخيل يرجعني، والغية خلتني استمر فيها".
كان يشاهد عبد الحي المنشاوي الشهير بعبده أبو سيف، رقص الخيل في الأفراح والحفلات، وعرف أن كل حصان يختلف عن الآخر وهو ما يطبقه في عمله فالحدوة الخاصة بالحصان الراقص تختلف عن غيره: "الخيل الراقص الحديد بتاعه بيكون خفيف وله نقشة معينة، أما الركوب بيبقى الحديد تقيل لانها بتشد عربية، المدلع غير العفي، ومش أي حد يقدر يركب حدوة خيل راقص، لأنها عايزة تظبيطات معينة زي الكتاب ما بيقول".
عرف "عبده" أنواع الخيل، وفهمه جيدا، أكثر من فهمه للإنسان، ويجيد التعامل معها: "الخيل عالم كبير، مش مجرد مهنة وخلاص، فيه المشاغب، ولازم تسايسه، وفيه اللي مايعترفش بغلطه، وفيه المطيع، مهنتي مش مجرد مهنة وخلاص".
وقت العمل، يفضل "عبده" عن كل شىء، لا يرى سوى الحدوة والخيل، يمنع الرد على التليفون، ولا يرد السلام على من يلقيه، لأن مهنته تحتاج إلى الكثير من قوة التركيز، حتى لا يتعرض عاملها للخطر، وتحتاج إلى دقة أيضا: "مش مجرد بتحط أجزاء للخيل وخلاص، أنت بتشتغل على عضمه، وكل حصان له مقاييس معينة وطريقة شغل وتعامل خاص، ولازم تبفى فاهمه كويس".
تعلم الرجل الأربعيني، الإخلاص من الخيل: "أوفى حيوان لصاحبه، خاصة لو صاحبه حنين معاه ومش بيبخل عليه بالأكل والشرب وحنين معاه".
ورث أولاده منه حب الخيل، لكنهم لم يعملوا بالمهنة التي قلت كثيرا بسبب انتشار التروسيكل وغيره: "مفيش حاجة بتفضل زي ما هي، وكتير من اللي كانوا بيتنقلوا بالخيل اشتروا تروسيكل".
تعليقات الفيسبوك