يجلس فى شارع كلوت بك بالأزبكية، البضاعة المعروضة أمامه على المنضدة البلاسيتيكة البيضاء، تلفت انتباه المارة، تتنوع ما بين كاميرا سوداء قديمة تعمل بفيلم، "دى فى دى"، ساعات عدى على إنتاجها عشرات السنوات، تليفونات أرضى وكاسيت وشنط غطاها الأتربة وآلة حاسبة.
يتفحص الناس الأنتيكات، يقلبون فيها، كل قطعة تذكرهم بماضى يحبونه، وبعضهم يقرر الشراء من أندراوس داوود، الشهير بـ "أبو ميناء".
سعر الـ "دى فى دى" يساوى 100 جنيه، هناك ساعات بـ10 جنيهات، وغيرها بـ20 جنيها.
معظم الأسعار ليست مرتفعة، فلا يكسب "أندراوس"، الكثير من البيع، فهو لا يعمل إلا من أجل التسلية فقط: "بشتغل لمزاجى، أصلا أنا كنت مدير لوكاندة، ومش بشتغل علشان الفلوس".
ظل مديرا للوكاندة السلام حتى ترك مهنته بعد 30 عاما، والسبب الذى يقوله للواقفين أمامه: "بكل بساطة حسيت بملل وتعبت منها فمشيت، أنا عارف أنه مش أى حد يحس بملل يعرف يمشى، بس أنا قررت وعمرى ما زعلت على قرارى اللى أخدته".
عندما ترك اللوكاندة عام 2002، قرر العمل فيما يحب وهو بيع كل ما هو قديم: "من زمان عندى هواية جمع الأنتيكات، بهوى الحاجات القديمة، ودايما بحتفظ بيها، والشغل بالنسبة ليا تسالى، بعمل الحاجة اللى بحبها، وأنا مش محتاج المهنة، أنا كبرت وبقعد أسلى نفسي".
ظل 15 عاما يبيع الأنتيكات فى نفس شارع اللوكاندة التى كان مديرها: "ومش مستعيب البيع، طالما بعمل اللى بحبه خلاص، واتعلمت من الإدارة حاجة، واتعلمت من البيع حاجة تانية".
تعليقات الفيسبوك