كثيرا ما تنتشر الأحاديث والأخبار عن الجن والعفاريت ووجودها بين البشر وارتباطهم بالكثير من الجرائم في بعض الأحيان، وبين مؤيد ورافض لظاهرة انتشار الجن والعفاريت تبقى القضية مثيرة للجدل دوما.
وتناولت العديد من الأعمال الفنية والأدبية ظاهرة الجن والعفاريت، وارتباطها بالإنسان ومن أشهر الأدباء الذين تناولوا ذلك في رواياتهم كان الأديب العالمي نجيب محفوظ، حيث كانت أحداث رواياته تدور دوما داخل أروقة الحارة الشعبية وشخصيات روايته أغلبها من البسطاء، الذين دوما ما تمثل الخرافة والقصص الأسطورية جزءا من حياتهم اليومية.
ولكن كان لنجيب محفوظ رأي آخر بعيد عن أعماله الأدبية في ظاهرة انتشار فكرة الجن والعفاريت في المجتمع المصري في مقال نشره بجريدة الأهرام في 4 مايو 1980، ويرى نجيب محفوظ أن الحديث عن الجن جذب جزءا كبيرا من انتباهنا، بقدر لا يستهان به.
وأضاف نجيب محفوظ قائلا: "إنه لغرض محتمل يوجد معنا في هذا الكون كائنات حية وربما عاقلة أيضا، لا ندري عنها شيئا وقد يتاح لها الاتصال بنا أو أن نتصل بها نحن ذات يوم".
ولكن الأديب الكبير رأى أنه بجوار العقل كوسيلة للمعرفة يوجد أيضا الحدس لعله يكون السبيل إلى الحقائق التي لا يستوعبها العقل البشري، قائلا: "إن العقل هو خير ما نملك في التعامل مع الواقع، واقع الطبيعة والمجتمع وهو القوة الحقيقية وراء ما أحرز الإنسان من إنجازات في العلم والحضارة بدءا من الحياة اليومية حتى غزو الفضاء، وعلينا أن نذكر ذلك جيدا ونحن نعيد النظر في مناهج التعليم".
ويؤكد نجيب محفوظ في نهاية المقال، أن آفة الخرافة لا تقل خطورة عن آفات الجهل والجوع والمرض ويطرح تساؤلا قائلا: "إن آفة الخرافة لا تقل خطورة عن آفات الجوع والجهل والمرض، أليس عجيبا أن ينبري قوم للتحذير من وهم الغزو الثقافي ثم يطلقون على شعبهم غزوة ضارية بالخرافة والسخف؟".
تعليقات الفيسبوك