الجن والعفاريت في الموروث الشعبي المصري
كثيرا ما يتداول الناس الحكايات الخاصة بالجن والعفاريت والخرافات الشعبية، وتتميز تلك القصص بطريقة سرد خاصة وتشبيه الجان بمواصفات أقرب للواقعية حتى يتم تصديقها من قبل المستمعين.
وفي بحث تناول حكايات الجان لـ"ابراهيم سلامة"، يؤكد أن تلك الحكايات تتميز بطريقة سرد خاصة بها حيث أن أفراد الجان يمثلون أشخاص في العالم الموازي للعالم المرئي وتحكى القصص عادة في أوقات خاصة بها وذلك لجذب انتباه المتلقي، ومن يحكي قصص الجان فانه يعطيهم صفات وزي المجتمع الذي يحكي فيه.
وعادة يعبر النص الشعبي في حكايات الجان عن وجهة نظر اجتماعية ويحمل بداخله جزء من ثقافة هذه المجتمعات ومعبر عنها وعن رؤيتها للحياة والمعتقدات المنتشرة بين أفرادها، فحكايات الجان تؤكد وجود عالم غير مرئي بجوار عالمنا الذي نعيشه، وينقسم التراث الشعبي عن الجان إلى "المعتقد الشعبي في وجود الجان" و"الحكايات الخرافية".
وتنقسم المعتقدات الشعبية بوجود الجان في الموروث الشعبي المصري إلى شخصيات عدة وفقًا لكتّاب "حكايات الجان":
- "الجنية"
وتأخذ الجنية عادة أشكالا متعددة في المعتقد الشعبي، ويتصور الناس عادة أنها تتشكل بأشكال جميلة وأخرى قبيحة وفي الحكايات تتجسد على صورة جنية أم وجنية الماء وجنية الزوجة لأحد أفراد الأنس، وفي الجنية التي تنتظر أن يساعدها أحد في حمل شيء أو نقل اولادها إلى مكان ما.
"النداهة"
وهي جنية تخرج عادة للناس، وتذهب إليهم بنفسها في الليل أو النهار وأحيانًا تطرق أبواب بيوتهم وترتدي زي المكان الذي فيه وتتكلم لغتهم، وتقلد أصواتهم وتتخذ شكل أصحابهم ومعارفهم، وتأتي للشخص توقظه من نومه مبكرًا وتذهب معه إلى الحقل أو تذهب مع السيدات للسوق وعادة تأخذ النداهة في التصور الشعبي والحكايات شكل رجل أو سيدة ويتعرف عليها الإنسان من شكل العين أو القدم أو الأظافر.
"الحيوانات"
وهناك أشكال عديدة لظهور الجن والعفاريت في الموروث الشعبي المصري،، وأشهرها الأرانب والماعز والقطط والحمير والسمك، وعادة هذه الأشكال من الجان لا تؤذي بحسب الموروث وهي سريعة التحول من شكل الى آخر ولا تظهر الا بالليل وفي الأماكن المهجورة في البيوت والمقابر والمجاري المائية بالقرى.
"العفاريت "
ومن الجان من يظهر علي شكل "العفريت"، وفي التصور الشعبي يرتبط ظهور العفريت عادة بالأشخاص الذين ماتوا أو قتلوا في حادث ويظهرون بمناطق محددة وكانت محببة اليهم قبل الوفاة أو في المكان الذي خرجت به روحه ويظهر العفريت علي هيئة مارد أو قط أسود أو قط أبيض أو أرانب بيضاء، وجرت العادة أن الحيوانات ترى العفاريت في الوقت الذي لا يراها فيه الإنسان، والتراث الشعبي المصري عادة مليء بتلك الحكايات التي يكسوها الغموض والمشاهد غير المرئية والأشباح وتظل تلك المنطقة الواقعة بين الخرافة والحقيقة هي العالم المثالي لظهور تلك الكائنات الغيبية.
تعليقات الفيسبوك