انتشر مؤخرا فن "الماندالا" بنقوشه المختلفة وخطوطه المتداخلة، وتعددت ورش تعليم رسمها وتلوينها، لما لها من إنعكاس نفسي إيجابي، لكن تطور الأمر مع بعض محبيها ليقترب من الهوس، لم يكتفوا برسمها على "اسكتشات" في أوقات فراغهم لتخفيف حدة ضغوطهم الحياتية، بل أصبحوا يرسمونها في كل مكان يحيط بيهم، وعلى معظم المقتنيات التي يستخدمونها في حياتهم اليومية.
محمود رضوان، 22 عاما، طالب بكلية الزراعة، اكتشف شغفه بالرسم والتلوين منذ سنوات طفولته الأولى، لكنه عشق "الماندالا" منذ عام 2015 وقال: "كنت بتابعها من فيديوهات اليوتيوب، واستمريت على كدا سنة كاملة لحد ما اتقنتها تماما"، أصبح بعدها يرسم "الماندالا" على كل شيء بمختلف الخامات المتاحة متابعة: "ما اكتفيتش باللوحات والاسكتشات الورق، رسمتها على ساعات الحائط وعلى الخشب والزلط والبلاستيك والتابلوهات، وكذلك الحوائط وحتى الكوباية الإزاز اللي بشرب فيها الشاي".
حاول "رضوان" تعميم الفائدة من موهبته وحبه لـ"الماندالا"، فبدأ ينظم ورش ودورات مجانية لتعليم الآخرين ذلك الفن، ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل سعى لإبداع أفكار منتجات مختلفة تعتمد عليها مؤكدا: "المخدات والتيشرتات والآلات الموسيقية وكل الأدوات المنزلية القابلة للرسم عليها سواء بالقلم أو الفرشاة"، يخصص 4 ساعات أسبوعيا لتعليم الآخرين رسم "الماندالا" وأسس تلوينها، والاستفادة منها في منتجات مختلفة، ويساعد أصحابها فيما بعد في تسويق هذه المنتجات وبيعها وبالتالي إتاحة مصدر دخل إضافي.
يقضي "رضوان" ورفاقه وقتا طويلا لإنتاج رسمة واحدة: "وقت الرسمة بيختلف على حسب الخامة المستخدمة وكمية التفاصيل جواها، لكن عشان أطلع رسمة حلوة ومبهجة، بقضي فيها من 6 إلى 12 ساعة تقريبا لو بالقلم وعلى ورق، أما لو تابلوه وبفرشاة فبيستغرق من30 إلى 35 ساعة"، يعتبرها طريقته المفضلة للتخلص من الضغوط النفسية: "بتفصلني عن العالم الخارجي، وبتحتاج مني تركيز 100% لأني ببدع فكرتها من الصفر، مش بقلد شيء موجود زي ما بيحصل فى أنواع الرسم الأخرى"، أطول رسمة لـ"رضوان" استغرقت منه حوالي 60 ساعة عمل.
تعليقات الفيسبوك