في هذا التاريخ 4 مايو 1886 تحولت مظاهرة عمالية في ميدان هايماركت في شيكاغو إلى مظاهرة مميتة عندما انفجرت قنبلة أدت إلى اندلاع أعمال شغب ووفاة العمال وضباط الشرطة.
الحادثة أصبحت معروفة كواحدة من أشهر حوادث العمل في التاريخ الأمريكي وأدت في النهاية إلى إدانة ثمانية متآمرين من الحركة العمالية، لكن هايماركت لم يكن بالتأكيد الحدث العمالي العنيف الوحيد خلال حقبة جازلايت في شيكاغو.
بالنسبة لمعظم عمال منطقة جازلايت في شيكاغو، فالساعات الطويلة والأجور الهزيلة أصابت أغلبيتهم بالاحباط بسبب وصفهم بالطبقات الدنيا.

في سبعينيات القرن التاسع عشر، بدأ العمال المطالبة بما كانوا يؤمنون به، والقتال من أجل حقوقهم في ظروف عمل آمنة، وأجور مُنصفة وساعات مناسبة، لكن الحقوق لن تأتي بسهولة، مما يؤدي إلى إراقة المزيد من الدماء والعنف والموت داخل شيكاغو.
كان سيروس هول ماكورميك، أحد أوائل العمال الذين يعانون من منازعات العمل، حيث طور آلة ميكانيكية غيرت صناعة المزارع في أمريكا إلى الأبد وزرع المزيد من المحاصيل وحصدها وجعل الاختراع الجديد ماكورميك مليونيرا.

كان ماكورميك رجلاً شجاعًا يتمتع بقدر كبير من المزاج وربما من المثابرة الأكبر للنجاح، كان يعتقد أنه يستحق كل النجاح الذي منحه الله له،حاربه منافسيه برفع العديد من الدعاوى القضائية ضده.
على الرغم من أنه كان كريمًا مع عدد من الجمعيات الخيرية في شيكاغو، إلا أنه كان معروفًا في الغالب بقبضته على الدولار ومعرفته مدى أهميته.
وبحلول عام 1870، شهد جميع أصحاب العمل الرئيسيين في المنطقة، بما في ذلك ماكورميك، اضطرابات مستمرة بين عمالهم بسبب ظروف العمل والأجور وقصر أيام العمل، نقلا عن american huntings.
في أوائل 1880s قُتل 3 أشخاص وجُرح 8 آخرين خلال مظاهرة في مبنى دائري تابع لسكة حديد بيرلينجتون، كانت الأحداث التي بلغت ذروتها بالدم في ميدان هايماركت في شيكاغو.

وشهدت السنوات التي أعقبت الحرب الأهلية ارتفاعًا في قوة النقابات العمالية، خاضوا حربًا حول إنهاء العبودية.
دون وجود نقابة، كان العمال في وضع غير جيد بالمقارنة مع أصحاب العمل، كان العمال قادرين على الإضراب لفترات زمنية، سجلوا أول انتصار لهم في مارس عام 1867 مع تمرير قانون رسمي لمدة ثماني ساعات عمل، لكن شعورهم بالإنجاز لم يدم طويلاً.
تم التحايل على القانون بسهولة من قبل أرباب العمل الذين قاموا بتخفيض الأجور أو فصل الموظفين أو العثور على ثغرات لمواصلة عمل العمال لمدة 10 ساعات أو أكثر في اليوم.
مثل هذا التلاعب في القانون أغضب العمال، والاضطرابات والعنف وقعت في جميع أنحاء المدينة، العديد من العمال، وقادة النقابات وبلغ هذا الإجراء ذروته في ميدان هايماركت، حيث جاء المزارعون الريفيون إلى شيكاغو لتبادل المنتجات مقابل النقود في مايو 1886.
وتجمع العمال في ساحة سوق هايماركت للاحتجاج على تصرفات الشرطة ضد المضربين في مصنع ماكورميك.
وقتل 6 عمال كانوا يتظاهرون لمدة يوم على أيدي حراس مصانع وكان التوتر يتصاعد.
شارك في المسيرة في ميدان هايماركت حوالي 2500 عامل خرجوا في المطر للاستماع إلى خطب القادة العماليين المحليين ألبرت بارسونز وصمويل فيلدن وجوجس سبايز.
على الرغم من حقيقة أن الرجال الثلاثة اعتبروا "محرضين خطرين" أصدر رئيس البلدية كارتر هنري هاريسون تصريحًا بأنه لا يوجد سبب للقلق.
وأرسل مسؤولو الشرطة ما يقرب من 700 ضابط إلى مكان الحادث، قاد مفتش الشرطة جون بونفيلد رؤسائه للاعتقاد بأن أحداث الشغب في المدينة قد تحدث، زار رئيس البلدية هاريسون مكان الحادث ووجده مسالمًا وأمر بإرسال جميع ضباط الاحتياط إلى منازلهم.
عندما تحرك رجال الشرطة إلى التشكيل، ألقيت قنبلة أنبوبية بشكل فوضوي في وسط الحشود لتفريقهم وسط مائتي ضابط شرطة، وانفجرت القنبلة وقتل ضابط وأصيب 6 آخرون بجروح قاتلة، ردًا على ذلك فتح رجال الشرطة النار على الحشد، ثم بدأوا في إطلاق النار على المتظاهرين الفارين، استمروا في إطلاق النار لأكثر من 5 دقائق.

بدأ رجال الشرطة في شيكاغو عهد الإرهاب بين المواطنين الطبقة العاملة في المدينة، تم تعليق جميع الحقوق وتم إلقاء القبض على مئات المشتبه فيهم وضربهم واستجوابهم طوال ساعات الليل، تم انتزاع اعترافات زائفة بالقوة من أولئك الذين كان يُعتقد أنهم متعاطفين مع النقابات العمالية.
وفي نهاية المطاف، تم تقديم 8 ممن يطلق عليهم "المتآمرون" للمحاكمة.
في النهاية، أعدم 7 من المتهمين وحكم على الثامن بالسجن لمدة 15 عامًا، وقد حوكموا جميعاً وحُكم عليهم بتهم التآمر للتحريض على العنف الذي أدى إلى وفاة ضباط الشرطة.
لسنوات عدة، كان رجال الشرطة الذين ماتوا في ميدان هايماركت ينظر إليهم كشهداء، لكن حوادث غريبة بدأت تظهر في الميدان الذي شهد مصرعهم، حيث يظهر أشباح بصفة يومية ملطخين بالدماء في ذكري أعمال الشغب في ميدان هايماركت.
تعليقات الفيسبوك