"طفل شرب مادة كاوية ويحتاج لعملية زرعة مرئ وبلعوم وحنجرة، ووالده متوفي".. كلمات قصة مأساوية نشرتها العديد من صفحات "الفيسبوك"؛ لجمع تبرعات للطفل، الذي تنقل بين العديد من المستشفيات، بدءا من قريته التابعة لمدينة أبو حماد بالشرقية، ووصولا لمستشفيات القاهرة العامة والخاصة، تفاجأ بها والده، الذي لم ينشر صور نجله، ولم يطلب المساعدة سوى من المقربين له في قريته، بعد أن باع كل ما يملك في سبيل رؤية صغيره عمر، صاحب الـ3سنوات، يعاود الكلام والأكل بشكل طبيعي، ليحاول أحمد العدوي، إيقاف هؤلاء المحتالين، كما يصفهم، بإبلاغ الجهات الرقابية.
لم يعرف أحمد بقصة الأموال، التي تجمع باسم وصورة طفله لعدة أشهر، دون أن تسهم في علاجه، سوى من أحد أقاربه الذي نبهه لما يحدث، ليتسأل: "الفلوس دي بتروح فين، أنا بعت أرضي وكل اللي أملكه في البلد، وأستلفت من أصحابي في الشغل وأقاربي، وأهل الخير، علشان أجمع الـ400 آلف اللي صرفتهم على العمليات".
حاول أحمد تتبع هذه الصفحات، مبديا رغبته في تقديم المساعدة، ليصدم من حرافية جامعي الأموالقائلا: "قولت لهم أنا مصري من إيطاليا، وعاوز أساعد، أبعت الفلوس إزي، أتفاجئت أنهم متبعين الولد، وبينزلوا صوره مع كل مستشفى نروحها على جروبات مشهورة، وفيها عدد كبير من المغتربين، وعاملين حساب في البنك؛ لتلقي الأموال، وبيدعوا إنهم دكاتره متبعين الحالة" ليشك في تورط العاملين في المستشفى، ويتقدم بشكوى لمديرها: "قالي مش إحنا اللي بنجمع التبرعات".
لتنتهي محاولته لإيقاف عمليات النصب بصورة صغيره، بحجبه من كل الجروبات، ليلجأ للجهات الرقابية متابعا: "قدمت بلاغ في مباحث الإنترنت رقمه 30 من شهرين، ونشرت تحذير على صفحتي من عمليات النصب دي، وهأقدم بلاغ لمباحث الأموال العامة، لأن لو هيفضلوا يجمعوا تبرعات فعمر أولى بيها لأنه لحد دلوقتي مرجعش لطبيعته، بيتكلم ويتنفس بس بياكل عن طريق خراطيم، وحالته لسه محتاجة علاج لفترة طويلة".
تعليقات الفيسبوك