​

على طريقة سيد زيان وأحمد زكي في فيلم "البيه البواب"، عندما فقد "عبدالسميع" كل ما يملك في القطار المتجه من قريته إلى مصر، وقام "المستكاوي" بجمع الأمول له من ركاب القطار، قبل أن يأخذ كل ما جمعه ويهرب وسط ذهول "عبدالسميع" وزوجته، رفع مشرد دعوى قضائية ضد زوجين أمريكيين جمعا أكثر من 400 ألف دولار لمساعدته، زاعما أنهما استخدما الأموال كـ "حصالة" لهما.

وذاع صيت جوني بوبيت العام الماضي عندما أعطى آخر 20 دولار لديه لسيدة تدعى كيت مكلور بعدما نفد وقود سيارتها.

وبحسب "بي بي سي عربي"، أطلقت مكلور وصديقها، مارك داميكو، حملة لجمع تبرعات لبوبيت عبر الإنترنت، وجمعا تبرعات من أكثر من 14 ألف شخص.

لكن بوبيت رفع دعوى قضائية يتهم فيها مكلور وصديقها بالاحتيال والتآمر يوم الثلاثاء الماضي.

وكتب محامو بوبيت، البالغ من العمر 35 عاما، في الدعوى التي رفعت أمام محكمة في ضاحية مونت هولي بولاية نيو جيرسي أن الزوجين استخدما الحساب الذي أنشآه لجمع تبرعات لبوبيت من أجل "تمويل نمط حياة لم يكن بوسعهما توفيره من قبل".

وفي مقابلات شخصية أجريت معه في الآونة الأخيرة، قال بوبيت إن مكلور، 28 عاما، وداميكو، 39 عاما، دفعا مؤخرا تكاليف رحلات إلى مدينة لاس فيغاس وولاية فلوريدا واشتريا سيارة "بي إم دبليو" جديدة.

ويعمل داميكو كنجار، في حين تعمل مكلور كموظفة استقبال في وزارة النقل بولاية نيو جيرسي، وفقاً لوسائل الإعلام المحلية.

ومن المقرر أن ينظر القاضي في القضية يوم الخميس.

وقال ممثل عن المحكمة المدنية لبي بي سي إن الزوجين ليس لديهما محام.

وفي الأسبوع الماضي، قالت مكلور لصحيفة "فيلادلفيا إنكوايرر" الأمريكية إنها شعرت بالإحباط والخيانة، مشيرة إلى أنها لا تزال ترغب في مساعدة بوبيت.

وقالت للصحيفة وهي تبكي: "لا أريد أن أفقد وظيفتي بسبب ذلك".

وبعد تجاوز الهدف المحدد سلفا للتبرعات والبالغ عشرة آلاف دولار، قال الزوجان لمؤيديهما على الإنترنت إن الأموال ستذهب إلى صندوقين ماليين لدعم بوبيت، بالإضافة إلى محام ومستشار مالي لمساعدته في إدارة الأموال، وفقا لـ"بي بي سي عربي".

وكان الزوجان قد أعطياه ملابس وسمحا له بركن سيارته الجديدة المزودة بمعدات التخييم خارج منزلهما، لكن قيل إنهما طلبا منه في وقت لاحق أن يرحل.

يقول بوبيت إن الزوجين باعا سيارته وخسرا بعض أمواله في مقامرات، وامتنعا عن تزويده بأي بيانات مالية.

ويزعم الزوجان أنه أنفق ذات مرة 25 ألف دولار على تناول المخدرات في غضون 13 يومًا فقط.

وقال داميكو لشبكة "إن بي سي" في مقابلة تلفزيونية يوم الاثنين: "كل دولار حصل عليه كان ينفقه على المخدرات."

وأضاف أنه سيكون على استعداد "تام" للسماح لمحاسب بمراجعة البيانات المالية لمعرفة كيف أنفقت الأموال وما تبقى منها.

وعاد بوبيت، وهو من قدامى مشاة البحرية الأمريكية، إلى العيش في الشوارع مع شقيقه الأصغر.

وفي مقابلة مع صحيفة "فيلاديلفيا إنكويرر"، قال بوبيت إن التسول من أجل شراء المخدرات أفضل من محاولة الحصول على المال من داميكو ومكلور.

وقالت جاكلين بروميسلو، محامية بوبيت، لبي بي سي إنها ستدافع عن بوبيت بدون مقابل لكي تتأكد من أنه سيكون قادراً على الاستفادة من تبرعات آلاف الأشخاص "حتى لا يُصبح بلا مأوى مرة أخرى".

وقالت بروميسلو إن موكلها يقول أن الزوجين أنفقا ما يقرب من 75 ألف دولار على رعايته.

وقال داميكو خلال لقائه مع شبكة "إن بي سي" إن نحو 150 ألف دولار لا تزال باقية.

وقالت بروميسلو إن مكتبها كان يتمنى ألا تذهب هذه القضية إلى المحكمة.

وأضافت: "إنها ليست أموال الزوجين حتى يقررا كيفية إنفاقها".

وتابعت: "كل شخص سمعته يتحدث في هذا الأمر، سواء من خلال رسائل عبر البريد الإلكتروني أو الاتصال الهاتفي، مستاء للغاية ويريد بشدة أن يحصل جوني بوبيت على الأموال التي قدمها له".

وقال متحدث باسم حملة "جو فاند مي"، التي أطلقت لجمع التبرعات لبوبيت، إنه "ينظر في مزاعم سوء استخدام الأموال".

وأضاف: "سنعمل على ضمان تلقي جوني للمساعدة التي يستحقها وأن تم احترام نوايا المتبرعين."