​

لا زالت مدينة "بومبي" الرومانية القديمة، مليئة بالكنوز، حيث اكتشف علماء الآثار في إيطاليا، منزل رجل "ثري ومثقف" عاش في المدينة القديمة التي دفنت تحت الحمم التي خرجت من الانفجار البركاني لجبل فيزوف في عام 79 ميلاديًا.

جبل فيزوف، على الساحل الغربي لإيطاليا، هو البركان النشط الوحيد في قارة أوروبا، ويعتقد أنه واحد من أخطر البراكين في العالم.

ثوران البركان مزيج قاتل من غاز الكبريت السام، ومئات الأطنان من الرماد البركاني التي دفنت مدن "بومبي، وأوبونتيز، وستابيا" بين عشية وضحاها، كما أثار النشاط الزلزالي من فيزوف تدفقًا طينيًا مميتًا، مما أدى إلى القضاء على مدينة هيركولانيوم القديمة.

وتجري الآن، أعمال الحفر، في المنزل الذي اكتشف، ويعرف باسم "بيت كوكب المشتري" (كازا دي جيوفي) في جزء من المدينة القديمة، وتم حفره المنزل جزئيا بالفعل بين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وفقا لصحيفة "ديلي ميل".

وعثر علماء الآثار على المزيد من اللوحات الجدارية والبقايا المزخرفة التي تعطينا فكرة عن الحياة اليومية منذ آلاف السنين، وعلى الرغم من مرور أكثر من ألفي عام على هذه اللوحات، إلا أنها عُثر عليها في حالة جيدة.

وقال مدير "بومبي بارك الأثرية"، ماسيمو أوسانا، أنه تم تجديد الغرف الخلفية، المخصصة للعائلة، بديكور أكثر معاصرة، مضيفًا أن للمنزل زخرفة عتيقة الطراز، وهو نمط جديد على تاريخ المدينة، "يجب أن يكون المالك ثرية ومثقفًا، مدركًا لقيمة الرسم".

كما قال أوسانا، إن الموقع هو أكبر الحفريات في منطقة غير مستكشفة من المدينة القديمة في فترة ما بعد الحرب، ووجد علماء الآثار داخل أسوار "بيت المشتري" مجموعة رائعة من رؤوس أسد التيراكوتا وعملات معدنية وأشياء زجاجية، وبلاط للأسقف مزينا بعلامات تجارية.

وقام العلماء بالتنقيب في المنطقة المحيطة بالمنزل، حيث اكتشفوا الرصيف القريب والممر المجاور، وأوضح أوسانا أن مشروع التنقيب سيستمر حتى 2020.

وفي الأشهر القليلة الماضية، قام علماء الآثار بحفر شارع من المنازل ذات شرفات سليمة دفنت أيضًا تحت رماد البركان، حتى أن بعض الشرفات كانت تحتوي على "أمفورة"، وهي عبارة عن مزهريات لها شكل مخروطي، كانت تُستخدم لحفظ النبيذ والزيت في العصور الرومانية القديمة.

وتأمل وزارة الثقافة الإيطالية في إعادة تأهيلها وفتحها للجمهور، بعدما أعلنت سلطة "بومبي" التابعة لوزارة الثقافة اكتشاف الشرفات في مايو.