في الوقت الذي يسعى فيه الآباء إلى حماية وعلاج أبناءهم، ولا يدخرون في ذلك سبيلًا، حتى وإن تطلب الأمر السفر إلى الخارج ودفع مبالغ باهظة في الأدوية، إلى أن أحد الآباء قرر علاج أولاده بطريقته الخاصة، التي تتضمن منع صغاره من تناول الأدوية والمسكنات.
وكان ريتشارد لانيجان، وزوجته جانيت، يريان أن أولادهما أفضل حالًا دون تناول المضادات الحيوية أو المسكنات، وذلك في سبيل تقوية جهاز المناعة الخاص بهما.
ويبلغ التوأم الطفلتين "مولى" و"إيزابيل"، الـ14 عامًا الآن، وشقيقتهما إليويس 11 عامًا، ولا يعيش الزوجان في إحدى الدول الفقيرة أو التي ينقصها التعليم، حيث يسكن كلاهما في جنوب غرب لندن، وهو ما فاجأ الأطباء بقرار الوالدين بعد أن عانت إحدى بناتهن من السعال الديكي.
الأطباء أخبروا "ريتشارد"، الذى يعمل مقوم عظام سابق، ويبلغ من العمر 61 عاما، أن ابنته الرضيعة، آنذاك، تعاني من السعال الديكي، ويجب أن تنال الرعاية الطبية كاملة وإلا ستموت، وبرغم ذلك فإن الزوجين رفضا إعطاء صغيرتهما أي شكل من أشكال الأدوية، ونجت الصغيرة.
ويعتقد ريتشارد أن المواد الطبيعية في حليب "جانيت" الطبيعي حافظت على صحة ومناعة الصغيرة وأبقتها على قيد الحياة، موضحاً أن الأمر لا يتوقف على العلاج فقط بل وحتى الوقاية أيضًا، فالفتيات لم تنلن طوال عمرهن أي تطعيم، في الآونة الأخيرة فقط نال التوأم تطعيمات، لكن حتى تتمكنا من التطوع في إفريقيا وأمريكا الجنوبية في رحلة مدرسية هذا الصيف، ولم يتدخل الأبوان في قرارهما.
وقال ريتشارد: "تجنب الطب الحديث هو أفضل شيء نفعله، لأنه يقلل من فاعلية الجهاز المناعي للفتيات"، معترفا أن نهجه في حماية أطفاله مثير للجدل إلا أنهما متأكدان من فاعليته، فالتوأم وشقيقتهما بالكاد عانوا من أي مشاكل صحية، باستثناء نزلات البرد، والتي نادرًا ما تكون شديدة.
وأضاف أن الأدلة والدراسات الحديثة تثبت بوضوح أنه يمكن تعزيز النظم المناعية للأطفال من خلال السماح لهم باللعب في التراب عندما يكونون صغارًا، وبالتالي فهو يعزز الجهاز المناعي لهم عن طريق السماح بإصابتهم ببعض الأمراض.
ويتابع : "التعرض للعدوى أمر مقصود من الطبيعة، ونظرة إلى تاريخ تطور البشر تخبرنا أننا في الحقيقة لم نصبح أقوى إلا بإصابتنا بالأمراض، فإذا كنت تعتمد على التطعيمات والأدوية للحصول على الصحة المثالية، فستصبح الأضعف، لن يتعود جسمك على أنواع البرد، وشيء كالإنفلونزا الإسبانية ستقضي عليك".
أما فيما يتعلق بالألم والإصابات، يرى "ريتشارد" أن الجليد هو الأكثر فاعلية، وطريقته في معالجة آلام المعدة هي الكوكاكولا، "الصودا عادة ليست اختيارًا صحيًا، لكن الصودا ومنتجاتها تعمل على قتل بكتيريا المعدة وذلك أفضل من الأدوية".
ويروي موقفًا طريفًا مر به، قائلًا: "اضطررت ذات مرة إلى أخذ ابنتي إلى المستشفى بعدما أُصيبت بإصابة بالغة في رأسها، حينئذ سألتني الممرضة: هل لديها أي حساسية تجاه مضاد حيوي معين؟، فأجبتها: لا أعلم فهي لم تأخذ واحدًا من قبل، فنظرت إلي الممرضة على أني عجوز مخرف ولم تصدقني.
تعليقات الفيسبوك