أكثر ما يسعده، هو رؤية المريض سائراً على قدميه، وقتها يشعر بالرضا ويحمد الله، لأنه كان سبباً فى القضاء على عجز إنسان، بعد صناعة الطرف الصناعى له، معظم الوقت يجلس يسرى المصرى، داخل غرفة صغيرة، ذات حائط متهالك، بمنطقة «بين الحارات» بباب الشعرية، حوله الكثير من الأطراف الصناعية، منها أجهزة شلل، كراسى للمعاقين، ركب صناعية، وغيرها.
«هى مهنة باخدم فيها قطاع كبير، منهم اللى عنده بتر فوق الركبة وتحت الركبة واللى عنده شلل»، يفخر «المصرى» بذلك، رغم خروجه من المدرسة بعد الإعدادية، إلا أنه يفهم ما يطلبه المريض بمجرد النظر: «عارف اللى عنده شلل عايز إيه، وإنه لازم يمر عليه 6 شهور علشان الجرح يلم، وباعرف حالة البتر هل هى من أثر السكر أو القرح أو من حادثة، وباصمم له الطرف الصناعى اللى هو محتاجه». داخل ورشته يقوم بعمل الحدادة للقطعة، شد الطارة، عمل اللحام، التقطيع، الخراطة والتنجيد: «أنا باعمل كل حاجة، والفكرة كلها إنك لما تشغل مخك بأسس وقواعد ثابتة هتنجح».
يلوح بيده اليسرى على طرف صناعى موجود خلفه: «ده تقليد ألمانى، أنا اللى عامله، أصل الألمانى غالى، فعملت زيه للغلابة اللى عندهم بتر فوق الركبة»، خبايا وأسرار المهنة لم يكن تعليمها سهلاً، لكنه سافر وتعلم فى ورش عدة: «سافرت مصر كلها، من أول عابدين لإسكندرية، ورُحت الصعيد علشان بس أتعلم».
تعليقات الفيسبوك