الفيضانات إحدى الظواهر الطبيعية التي تتحول في بعض الأحيان إلى كوارث تدمر كل ما حولها وعلى الرغم من ذلك إلا أن الفيضان كان يمثل قيمة كبرى للمصرين القدماء، فكانوا يعتمدون عليها في زراعة الأرض وكان الفيضان أحد فصول السنة الذي ينتظره كل عام لزراعة الأرض.
وذكر الكاتب سليمان مظهر في كتابة أساطير من الشرق الصادر عن دار الشروق عام 2000 تفسيرات المصريين المختلفة لظاهرة الفيضان، حيث فسر الإنسان القديم الفيضانات الشديدة على أنها أول صراع بين البشر والآلهة فحين يمعن أهل الأرض في الفساد والسخرية بالآلهة، تغضب عليهم الآلهه وينزلوا بهم نقمتهم حيث تفيض البحار والأنهار فتقضي على البشر المفسدين إلا واحدا يصطفيه الإله فينجوا في فلك يصنعه وعلى يديه تعود الحياة من جديد.
كما فسر القدماء المصريين ظاهرة الفياضانات بعدة تفسيرات مختلفة، ومن بين هذه التفسيرات أنها فيض الدموع التي تسفحها إيزيس وهي تبكي أخاها أوزيريس الذي قتله ست.
وعندما جاءت المسيحية مصر أزالت عبادة إيزيس إلا أن أسطورة تفسير الفيضان كانت مستمرة وتعيش في معتقد الفلاحين في شكل أسطورة قبطية جديدة تقول: "إن الفيضان ينبع من دموع القديس ميخائيل الذي كان كلما حل معاد الطوفان يدخل على العرش الإلهي ويرجو الله أن يرحم عباده المصريين، فيأمر بزيادة النيل ويظل يتضرع ويبكى حتى يستجاب دعائه ويفيض النيل من فيض دعائه".
تعليقات الفيسبوك