"المنحوتات الفرعونية تؤكد أن الجيش المصري استهدف جماعة إرهابية بالأسهم والنبال دون أن يصيب طفلا ولا سيدة".. هكذا أكد الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق، خلال حديثه بمنتدى شباب العالم، اليوم الإثنين، مؤكدًا أن المصريين القدماء كانت لديهم "عظمة السلم".
وفي مايو العام قبل الماضي، اكتشفت وزارة الآثار مقرًا للجيش المصري يعود إلى عصر الإمبراطورية، أي منذ نحو 1500 سنة قبل الميلاد في شمال سيناء بمنطقة تل حبوة شرقي قناة السويس، وهو عبارة عن ثلاث كتل حجرية من البوابة الشرقية لقلعة ثارو إضافة إلى مخازن ملكية مبنية من الطوب اللبن، كانت تخص الملكين تحتمس الثالث ورمسيس الثاني، وأختام عليها اسم تحتمس الثالث.
وقبل 4 آلاف عام، كان "أي ملك يحكم مصر عليه أن يخوض 3 معارك، وفق ما كشفه الدكتور مجدي شاكر، كبير مفتشي الآثار بوزارة الآثار، تتمثل في تأديب البدو الآسيويين، الذين يحاولون دخول مصر عن طريق سيناء، إضافة إلى البدو في ليبيا والنوبة، وذلك بسبب أطماعهم الدائمة في دلتا نهر النيل وخيراتها.
يتحفظ "شاكر" وفق حديثه لـ"الوطن" على لفظ "الإرهابيين" الذي أطلقه الدكتور زاهي حواس، مضيفًا: "هم متمردون من خارج مصر، كانت لهم أطماع في الدلتا، ويحاولون في كل مرة الدخول من سيناء كبوابة مصر الشرقية".
يؤكد كبير مفتشي الآثار أن سيناء منذ آلاف السنين كانت معبرًا للقوات المعادية القادمة من آسيا، حتى أن أبواب مصر التي دخل منها إخوة سيدنا يوسف كانت في منطقة الفارما، "بالوظة بشمال سيناء" حاليًا، وكانت تلك الأبواب تحدد أعداد الداخلين والخارجين من مصر.
ويتابع "شاكر" أنه في عهد الملك سنوسرت، قرر بناء حائط "الأمير"، هدفه منع أي تهديدات، خاصة بعد فترة الهكسوس، والتي جعلت حكام مصر يشعرون بمدى أهمية التحصينات على الحدود الشرقية، ليظهر طريق حورس الحربي، في الشيخ زويد ورفح، والذي بناه سيتي التاني.
بالنسبة لحكام مصر الفراعنة، كانوا لا يعتبرون حدود مصر تبدأ من سيناء، فكانوا ينظرون إلى سوريا وليبيا كجزء من الحدود، موضحًا أنه منذ عهد الفراعنة وأهل سيناء جزء من مصر، فيما مثلت شبه الجزيرة أهمية خاصة تمثلت في أنها البوابة الشرقية التي تحمي مصر من هجمات العدو.
تعليقات الفيسبوك