بنظرات ثاقبة مملوءة بالشفقة والعطف تارة، والاشمئزاز تارة أخرى، تلتف حوله أعين الناس بمجرد رؤيته، ولسان حالهم يدعو له حتى يشفى من مرضه، منهم من نفر منه حتى رفض بعضهم السلام عليه، هكذا عانى شرف الدين محمد، مع مرض البهاق الذي تمكن منه على مدار 20 عاما، ليعايش رحلة صبر وكفاح وتحدي لهذا المرض حتى شفي منه.
يعتبر محمد «البهاق» ابتلاء من الله وليس مرضا، لقوة صبره، ليحكي معاناته مع المرض التي بدأت باستغراب الناس لمظهره ولون بشرته، مرورا ببعدهم عنه اعتقادا منهم بأنه مرض معدٍ، وصولا إلى زيارته للعديد من الأطباء والشيوخ والعطارين لكتابة وصفات علاج لهذا المرض الذي لا يعلم أحد سببه الحقيقي سواء مناعي أم وراثي.
لم تلبث الفرحة في قلب محمد، بعد أن شفي بعد رحلة علاج طويلة، ليعاوده المرض مرة أخرى حتى ساءت حالته النفسية ليقرر عدم الذهاب إلى طبيب مرة أخرى «قلت هسيب البهاق ينتشر ولكن أكرمني الله بوالدي في رفع معنوياتي وابتدوا يذكروني إن ده مش مرض ده مجرد لون».
«اقتناعي بكلام والدي الداعم لي لم يسبب لي الإحراج من مرضي بمرور الوقت، وابتديت أتشجع وأبعد عن الانطوائية واختلطت بالناس وبقيت مميز في بلدي بالنسبة لمرضي واحتسبت الأجر عند الله ورضيت الحمد لله، حاولت أكسر الحاجز ده وبدأت أختلط بالناس»، وفق شرف الدين.
روح الأمل والتفاؤل انتشرت بأعماق شرف الدين، ليقرر بدء رحلة علاج جديدة باستخدام كريم (بنكوين) %20 للوجه فقط ولا يستخدم إلا تحت إشراف طبيب «مش موجود غير في السعودية أنا استخدمته بدون طبيب بحكم تجاربي مع البهاق لكن منصحش أي حد يستخدمه بدون طبيب».
وبفرحة بالغة وعيون تملؤها السعادة تبدلت حالها من أعوام لأعوام يحكي شرف الدين، عن سعادته بعد الشفاء من البهاق: «حسيت كأني مولود من جديد، ليوجه رسالة لكل أصحاب هذا المرض، لا تيأسوا أنا عانيت حوالي 20 سنة من نظرات الناس ولكن كنت بصبر نفسي وأيقنت إن كل ده جزاء صبري».
يرغب شرف الدين، في توعية الناس بهذا المرض، ونشر روح الأمل بهم «الناس بتتعلق في قشاية حتى الآن محدش يعرف له علاج المفروض يكون في توعية بالمرض إنه ليس معديا وإنه شخص طبيعي».
تعليقات الفيسبوك