يجلس أمام عقار ضخم لا يمتلك فيه سوى "بدروم" بأسفل مدخله المتسع في ميت عقبة، وأمامه ببضعة أمتار يضع "البيتش باجي" وموتوسكيل "فطوطة الصغير" التي امتلكها بعد سنوات طويلة قضاها في العمل الشاق واستطاع من خلاله الادخار لتكوين مشروع صغير له.
خطرت الفكرة لـ"ناصر الياباني" كما يطلق عليه من عمله بصيانة الدراجات النارية يابانية الصنع، عندما كان يحاول بعض الأشخاص استخدام دراجته الخاصة ما جعله يفكر فيها كمشروع ولكن بشكل مختلف من خلال شراء "بيتش باجي" و"فطوطة" حتى يكون هناك إقبال أكثر.
بدأ الياباني مهنة صيانة الدراجات البخارية منذ صغره عندما كان يبلغ من العمر 9 سنوات وترك المدرسة ليعمل مع ابن عمه في ورشة لتصليح الموتسيكلات، وظل في هذه المهنة لمدة 35 عاما، ولم يستطيع استكمال العمل في الورشة بسبب حادث تسبب له بإصابة في الظهر وعجز في قدمه: "رغم الحادثة دي هواية عندي وبحبها ولسه بركب موتسيكلات لحد دلوقتي".
"بأجر (البيتش باجي) بـ 100 جنيه في الساعة والفطوطة الموتسيكل الصغير بـ 60 جنيه في الساعة، الكبير للكبير والصغير للصغير" هكذا شرح الياباني خطة عمله الذي يحرص على عدم تأجير الدرجات لأي شخص حفاظا على عدم تعرضها للسرقة أو الحوادث، كما يشترط سن معين لا يقل عن 13 عاما بالنسبة لـ "الفطوطة" الصغير، أما "البيتش باجي" فللشباب فقط، ويتجول المستأجرون حول منطقة المهندسين والدقي.
وتشهد دراجات الرجل الأربعيني إقبالا متوسطا في منطقته بميت عقبة: "أنا ربيت أجيال بقالي 25 سنة بأجر موتوسيكلات والكل عارفني"، فمنهم من يأتي لإيجار نص ساعة وآخرين يهربون من الدراسة لمدة ربع ساعة يستمتعون فيها بقيادة الدرجات النارية.
تقدم "الياباني" للحصول على معاش من وزارة الشؤون الاجتماعية ليساعده على توفير متطلبات حياته: "لكن ما فيش حاجة جت"، بينما رفضت زوجته العيش معه في البدروم بجانب أمه وأبيه وطالبته بشقة خاصة بها ولم يستطيع تلبية الأمر فرحلت وتركته.
تعليقات الفيسبوك