شابة جميلة، بشوشة الوجه، خفيفة الظل، تتشبث بالحياة كطفلٍ شقى لا يزال فى عامه الخامس، ورغم تفاؤلها ولمعَة عينيها، إلا أنها تعيش حياة قاسية وبائسة، وتمر بحالة نكران ذات، لا تعرف شيئاً عن نفسها سوى اسمها وسنها فقط، «ريم»، 20 عاماً.
تبحث عن أهلها لإثبات هويتها: "مش عارفة أشتغل ولا أتجوز"
عاشت «ريم» وتربت داخل منزل سيدة فى محافظة المنيا، أخذتها من أحد الملاجئ وهى طفلة صغيرة لتتكفل بها، لكنها أساءت معاملتها حسب «ريم»: «ما علمتنيش، رفضت تدخّلنى مدارس، وشغلتنى خدامة عندها، نفسيتى تعبت من المعاملة السيئة منها ومن جوزها فهربت ورُحت لواحدة تانية عاملتنى كويس»، لا تملك «ريم» إثباتاً لشخصيتها: «لا معايا بطاقة ولا شهادة ميلاد ولا عندى أى أوراق تثبت هويتى، ما أعرفش أنا بنت مين ولا عارفة أشتغل ولا أتجوز».
بناءً على نصيحة أحد الأشخاص، ذهبت «ريم» إلى وحدة صحية للتسنين، واصطحبتها السيدة التى تقيم معها لدى محامٍ لاستخراج أوراق رسمية تثبت هويتها: «المحامى قال صعب جداً، لأن مفيش إثبات للنسب ولا معروف هى مين».
بعد كل هذه السنوات، تخوض «ريم» رحلة ربما تطول للبحث عن أهلها لإثبات شخصيتها: «اتعلمت القراءة والكتابة عشان الناس اللى قاعدة عندهم دلوقتى كانوا بيدونى دروس، أكتر حاجة وجعانى أنى ما أعرفش مين أهلى وهل بيدوّروا عليّا ولا لأ»، وأكثر ما تتمناه شهادة ميلاد وبطاقة رقم قومى حتى تبدأ دراستها الابتدائية: «أنا على وش جواز ونفسى أبقى عروسة زى أى بنت، بس هيبقى حلم مستحيل لأن ماليش ورق ينفع يخلينى أتجوز أو أحب زى باقى البنات».
تعليقات الفيسبوك