الذكاء الاصطناعي والاقتصاد
فوضى عارمة سببها تطبيق DeepSeek الصيني للاقتصاد الأمريكي، فبعد مرور أسبوع واحد فقط على إطلاقه، تسبب برنامج الذكاء الاصطناعي الأخير في انخفاض أسهم التكنولوجيا الأميركية، فكيف حدث ذلك؟.. وكيف يمكن للذكاء الاصطناعي التأثير على الاقتصاد؟
وفقًا لصحيفة «الجارديان»، DeepSeek في الأساس شركة صينية يقع مقرها في مدينة هانغتشو، وقد نشأت قبل عامين، وتهدف لإطلاق نموذج ذكاء اصطناعي جديد سريع وموفر ودقيق، وصلت إلى المستوى المُراد بعد اتباعها نهجا مختلفا في بناء نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بها.
والنموذج الجديد، تشغيله أرخص من تشغيل منافسيه في أمريكا ChaTGPT وGemini، وهذا يجيب عن تساؤل لماذا لم نسمع هذه الشركة من قبل؟
حقق DeepSeek نجاحًا باهرًا فور الإعلان عنه؛ بسبب مجانية استخدامه على عكس النماذج الأخرى مثل ChaTGPT وGemini، التي تحتاج أحيانًا على الاشتراك المدفوع للحصول على جميع المميزات، وهو ما يقدمه التطبيق الصيني بشكل مجاني تمامًا، بالإضافة إلى سرعة النتائج ودقتها أحيانًا، فهذا لا يمنع أن نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد عانى بعض الأخطاء في إجاباته.
كل هذه المميزات جعلت المستثمرين يفضلون DeepSeek عن غيره ليضعوا أموالهم به، الأمر الذي أسفر عن خسائر تصل لمئات المليارات من الدولارات بأسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، وأدى لانخفاض قيمة شركة Nvidia السوقية بمقدار 600 مليار دولار يوم الاثنين الماضي، وهي الشركة المهيمنة على صناعة الرقائق الإلكترونية لصناعة الذكاء الاصطناعي.
وفقًا لموقع «mit news»، فإن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يؤثر على الاقتصاد بطريقتين، أولهما استبدال وظائف البشر بالذكاء الاصطناعي، وهذا يخلق نموًا في الاقتصاد، فبحسب الخبير الاقتصادي الحائز على جائزة نوبل والأستاذ في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، دارون أسيموجلو، فإن عملية الاستبدال هذه يمكنها أن تخلق نموًا في الإنتاجية، ما يزيد من الاقتصاد.
أما الطريقة الثانية، وهي عملية تنافسية بين تطبيقات الذكاء الاصطناعي نفسها، وهي الطريقة التي تسببت في خسائر بالاقتصاد الأمريكي، وتحدث بسبب تفضيلات المستثمرين.
فعندما ذاع سيط DeepSeek، وبسبب النجاح الذي حققه، قرر المستثمرون وضع أموالهم فيما هو رائج وناجح في الوقت الحالي، ما أثر على أسهم التكنولوجيا الأميركية.
تعليقات الفيسبوك