الذكاء الاصطناعي
يشهد العالم في السنوات الأخيرة تطورات تكنولوجية متسارعة، وأبرزها ظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي المتجسد، الذي يتمثل في دمج قدرات الذكاء الاصطناعي مع الأجسام المادية، ما يخلق كائنات اصطناعية قادرة على التفاعل مع المجتمع المحيط بها بشكل طبيعي كما يفعل الإنسان، فهي قادرة على اتخاذ القرارات والتفاعل مع البشر.
ووفقًا لِما ورد علي موقع «livescience»، فإن الذكاء الاصطناعي المتجسد يهدف إلى خلق آلات تتفاعل مع العالم المادي بشكل طبيعي تمامًا كما يتعامل البشر الحقيقيون، بالإضافة إلي التفاعل مع الأشياء والأشخاص، واتخاذ قرارات بناءً على هذه التفاعلات؛ إذ يجمع بين أجهزة الاستشعار والتعلم الآلي للتعامل مع بيانات العالم الحقيقي مثل الطائرات دون طيار والسيارات ذاتية القيادة بالإضافة إلي المكانس الكهربائية الآلية وماكينات قص العشب فإنها تستخدم أيضًا شكلًا مبسطًا من الذكاء الاصطناعي المتجسد.
أغلب أنظمة الذكاء الاصطناعي المتجسدة تستخدم خريطة مشفرة خوارزميًا تشبه في كثير من النواحي الخريطة الذهنية لشبكة الطرق والمعالم، كما تضم الأنظمة أيضًا نوعًا من الذكاء الجماعي المتجسد الذي يوجد في أسراب الحشرات أو أسراب الطيور؛ إذ تقوم هذه المجموعات بمزامنة تحركاتها دون وعي، ويعد تقليد هذا السلوك استراتيجية مفيدة لتطوير شبكة من الطائرات دون طيار ومركبات المستودعات التي يتم التحكم فيها بواسطة الذكاء الاصطناعي المتجسد.
بدأ تطوير الذكاء الاصطناعي المتجسد في الخمسينيات من القرن الماضي، وعلى الرغم من أن الذكاء الاصطناعي المعرفي والتوليدي يتعلم من نماذج اللغة الكبيرة، فإن الذكاء الاصطناعي المتجسد يتعلم من تجاربه في العالم المادي، كما يتفاعل البشر مع ما يرونه ويسمعونه.
يذكر أن المدخلات الحسية للذكاء الاصطناعي المتجسد تختلف اختلافًا كبيرًا عن الحواس البشرية؛ إذ يتمكن الذكاء الاصطناعي المتجسد من اكتشاف الأشعة السينية، والأشعة فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء، والمجالات المغناطيسية أو بيانات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) ويمكن لخوارزميات الرؤية الحاسوبية استخدام هذه البيانات الحسية لتحديد الأشياء والاستجابة لها والتفاعل معها.
تعليقات الفيسبوك