متحف النوبة بأسوان
تزخر مصر بالعديد من المتاحف التي تحكي وتخلد تاريخ الأجداد وحضارة المحروسة العريقة، ومن بينها هذه المتاحف متحف النوبة، وقالت الدكتورة سناء حسن موسى، مديرة المتحف والذي يقع في مدينة أسوان، إن المتحف يُعد كنزا ثقافيا يعكس تاريخ المنطقة، لا بد من زيارته، وهو أحد أهم المتاحف الأثرية التي تروي تاريخ منطقة النوبة، والتي تُعد من أقدم الحضارات الإنسانية في العالم، وتأسس المتحف في عام 1997 ليكون نافذة على تراث وتاريخ النوبة العريق الذي يعكس ثقافاتها المتنوعة وتقاليدها الفريدة التي ترجع إلى آلاف السنين.
وأضافت الدكتورة سناء لـ«الوطن»، أن المتحف يُعتبر وجهة رئيسية للزوار المحليين والسياح من مختلف أنحاء العالم الذين يبحثون عن تجربة فريدة تجمع بين التاريخ والثقافة.
وأشارت سناء حسن موسى إلى أن متحف النوبة يقع على تل مرتفع بمدينة أسوان، ما يمنحه إطلالة رائعة على نهر النيل، تُحيط به مجموعة من الحدائق والمساحات الخضراء، ما يُضيف تجربة استثنائية للزوار، تم تصميم المبنى ليعكس الطراز النوبي التقليدي باستخدام مواد مستوحاة من البيئة المحلية، ما يُضفي جوًا من الأصالة والتميز.
وأكدت مديرة متحف النوبة أنه قد تأسس بالتعاون بين الحكومة المصرية ومنظمة اليونسكو كجزء من مشروع عالمي لحماية تراث النوبة، وكان الهدف الأساسي من إنشاء المتحف هو الحفاظ على الآثار التي تم إنقاذها أثناء بناء السد العالي بأسوان في ستينيات القرن الماضي، عندما غمرت مياه بحيرة ناصر أجزاء كبيرة من النوبة القديمة.
وأوضحت الدكتورة سناء أن المتحف يضم مجموعة كبيرة ومتنوعة من المقتنيات الأثرية التي تحكي قصص الحضارات التي تعاقبت على منطقة النوبة، بما في ذلك الآثار القديمة وهي عبارة عن تماثيل وآثار من العصر الفرعوني، مثل تماثيل للملوك النوبيين مثل طهرقا وكذلك يحتوي على نقوش جدارية تصور الحياة اليومية والطقوس الدينية في العصور القديمة وأدوات حجرية وأوانٍ فخارية تعود للعصر الحجري.
كما يضم المتحف التراث النوبي الحديث وملابس وأدوات تقليدية تُبرز الطابع النوبي الفريد وعروض سمعية وبصرية تُظهر الموسيقى والفنون الشعبية النوبية وقسم مخصص للحياة اليومية لأهل النوبة قبل بناء السد العالي.
وتابعت سناء موسى أن المتحف يحتوي على آثار إسلامية ومسيحية فيوجد به قطع أثرية إسلامية تعكس الطابع الديني والثقافي للمنطقة وكذلك مئذنة سيدنا بلال ويحتوي على مقتنيات من الأديرة والكنائس القبطية في النوبة وكذلك القسم الجيولوجي والطبيعي والذي يضم مجسمات توضح تضاريس منطقة النوبة وعروض للأحياء البرية والنباتات المحلية.
وأشارت مديرة متحف النوبة إلى أنه يتميز بتصميم يجمع الدمج بين الطابع المعماري النوبي التقليدي والأساليب الهندسية الحديثة، صُمم المبنى بحيث ينسجم مع الطبيعة المحيطة، باستخدام ألوان ومواد تعكس البيئة المحلية، كما تم تصميمه ليكون صديقًا للبيئة من خلال توفير الإضاءة الطبيعية في معظم القاعات.
وحرصت الدكتورة سناء على ذكر أهمية المتحف وأنه يُعتبر مركزًا لتوثيق التراث النوبي، ما يُساعد على تعزيز الهوية الثقافية للسكان المحليين ويجذب آلاف السياح سنويًا، ما يُساهم في دعم الاقتصاد المحلي ويُوفر المتحف برامج تعليمية وورش عمل تُعزز فهم الزوار لتاريخ المنطقة.
وبالمتحف جولات إرشادية متعددة اللغات تُوفر معلومات شاملة عن المعروضات وعروض تفاعلية تشمل أفلامًا وثائقية وصورًا ثلاثية الأبعاد ومتجرا لشراء الهدايا التذكارية المستوحاة من التراث النوبي وأماكن مخصصة للأطفال تتيح لهم التعلم بأسلوب ممتع.
ساعات العمل: من الساعة 9 صباحًا حتى 5 مساءً.
أسعار التذاكر للزوار المحليين: 20 جنيهًا، للطلاب: 10 جنيهات، للسياح الأجانب: 200 جنيه.
تعليقات الفيسبوك