معبد أثري يقع في قلب مدينة القرنة بالأقصر، شيده رمسيس الثالث منذ 3200 عام، ليكون شاهدا على انتصاراته، وأطلق عليه معبد هابو أو بيت ملايين السنين، صممت جدرانه على طراز المعابد الأثرية الفنية على مساحة 10 أفدنة، ويبلغ طوله 400 متر وعرضه 200 متر، كما يعتبر من أكبر وأهم المعابد المحصنة في مصر القديمة حيث يبلغ ارتفاع السور الخارجي للمعبد نحو 17.7 متر، بحسب الموقع الرسمي لوزارة السياحة والآثار.
معبد هابو في الأقصر
معبد هابو الأثري، علامة جذب سياحية يُقبل عليه سياح العالم من كل مكان، إذ يعتبر لوحة فنية تحكي تاريخ المصريين القدماء، حيث يجمع بين فنون المعمار التي تنتمي لعصور مختلفة، كما تروي آثاره قصصا عن الحضارة المصرية، ويعتبر معبد هابو من أفضل المعالم الأثرية الموجودة في مصر القديمة، بحسب الخبير الأثري بوزارة السياحة والآثار الدكتور أحمد عامر: «المعبد الأثري، يُعد تحفة معمارية نظرًا لجماله وحالته الجيدة من الحفظ، وخُصص لإقامة الطقوس الجنائزية له، كذلك لإقامة شعائر عبادة المعبود أمون، بني هذا المعبد وفقًا للتقاليد المعتادة لبناء المعابد في هذا العصر، فهو مستوحى إلى حد كبير من معبد الرامسيوم».
معبد هابو في الأقصر لوحة فنية
معبد هابو يحيط به سور ضخم تم بناؤه من الطوب اللبن، كما أنه يحتوي على حجرتين للحراسة، ومعبد خاص بالمعبود لآمون، وبحيرة مقدسة على الجانب الأيمن من المدخل الشرقي، وسورين خارجي من الطين اللبن ولا تزال هناك بعض الأطلال له، وسور داخلي لحماية المعبد، وساحة مقدسة تحتوي على تماثيل لسخمت ورمسيس الثالث، يتكون من بوابتين شرقية وغربية، حيث تؤدي البوابة الشرقية إلى الصرح الأول ثم الفناء الأول ثم الصرح الثاني والفناء الثاني ثم ثلاث قاعات للأعمدة ومجموعة من المقاصير، ثم قدس الأقداس وخلفه مجموعة من الغرف.
معبد هابو في الأقصر بناه رمسيس الثالث
وبحسب الخبير الأثري، لا يخلو معبد هابو من العظمة والجمال المعماري، إذ يضم يضم بقايا القصر الملكي ومخازن ومباني، وأعمدة كثيرة، حيث إن بعضها مستديرة بتيجان وتأخذ شكل البردي، وبعض الأعمدة الأخر يمثل رمسيس الثالث بشكل أوزوريس، كما يوجد معبد قامت ببنائه الملكة حتشبسوت والملك تحتمس الثالث بديل لمعبد تم بناؤه في الأسرة الثانية عشر، الذي أنشئ على مقابر أسلاف المعبود أمون، وقناة متصلة بالنيل تجعل الوصول للمعبد أسهل وذلك عن طريق المراكب، حيث إن المنطقة التي تحيط بالمعبد كان يلجأ إليها السكان لحماية أنفسهم من الهجمات، وزخارف المعبد كانت على شكل مناظر عسكرية مثل الحملات الليبية والمعارك ضد شعوب البحر، كذلك مناظر الصيد والرحلات الاستكشافية، مع المناظر الدينية مثل تعبد الملك أمام المعبودات فعند زيارتك للمعبد سوف تنبهر من جماله.
معبد هابو جرى ترميمه مؤخرا، حيث تمت إزالة الأتربة والسناج والتكلسات الناتجة عن العوامل الجوية، باستخدام مواد آمنة غير ضارة، بهدف إظهار الألوان الخاصة بالنقوش الأثرية وتقويتها وتدعيم فواصل الجدران، فضلا عن تأهيل مسار يتناسب مع الزائرين من ذوى الهمم: «الترميم أظهر ألوانه الجذابة التي تجذب الزائرين من كل مكان في العالم، وأصبح المعبد مفتوحا أمام السياح».
وسُمي معبد هابو بهذا المعبد بهذا الاسم نسبة إلى مدينة هابو بمدينة الأقصر، ويرجح البعض أن اسم هابو أو حابو ربما يحتمل أن يكون لراهب مسيحي يسمى حابو، كما استخدم الفناء الثاني للمعبد ككنيسة للمسيحيين في هذا المنقطة، عندما دخلت الديانة المسيحية، بحسب الخبير الأثري: المصريين القدماء قدسوا هذا المعبد اعتقاد منهم أن آلهة الخلق الثمانية طبقا لمذهب الأشمونيين قد حط بها الترحال هنا في هذه المنطقة التي عليها المعبد، ويضم المعبد صالات تقع بداخله صالات الأساطين الثلاثة الخاصة، وتتميز هذه الصالة الأخيرة بـ 3 مداخل، مدخل في الوسط وهي بمثابة وصل إلى مقصورة قدس الأقداس الخاصة بزورق الإله آمون، والمدخل الثاني يوصل إلى مقصورة زورق الإله خنسو، والمدخل الثالث يوصل إلى مقصورة زورق الإلهة موت ومازال يبهر السياح بتصميمه.
تعليقات الفيسبوك