الذكاء الاصطناعي والصحة العقلية
الذكاء الاصطناعي أحدث ثورة في مجال الرعاية الصحية الشاملة، بينها العلاج والطب النفسي، حيث يساهم في التشخيص المبكر للاضطرابات، ويساعد الأطباء في وصف العلاج اللازم للمرضى، بحسب دراسة أجراها باحثون في مركز Cleveland Clinic الطبي الأمريكي، ونشرت على موقع vin brain.
الدراسة أشارت إلى أن الذكاء الاصطناعي يعمل على تعزيز دقة التشخيص من خلال معالجة كميات كبيرة من بيانات المرضى، بما في ذلك التاريخ الطبي وأنماط السلوك، لتحديد العلامات المبكرة لمشاكل الصحة العقلية، حيث تسمح هذه القدرة بتطوير خطط علاج مخصصة للغاية ومصممة خصيصًا لتلبية الاحتياجات المحددة لكل مريض، فضلًا عن تعزيز مهارات حل المشكلات والتقنيات لمعالجة قضايا مثل القلق والاكتئاب والصدمات وصعوبات العلاقات.
وبحسب الباحثين، فإن تقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، أحدثت ثورة في العلاج النفسي من خلال برامج الدردشة والمساعدين الافتراضيين، ما يوفر جلسات علاجية عبر الإنترنت والأدوات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي مثل Youper وWysa وSenMe™ المتوفرة على أندرويد وآيفون، حيث تقدم الدعم الفوري، وتوجيه المرضى من خلال التمارين العلاجية، وحتى محاكاة جلسات العلاج الحقيقية، مما يجعل الرعاية الصحية العقلية / النفسية أكثر سهولة في الوصول إليها.
تطبيق SenMe™ يستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي للكشف عن العلامات المبكرة وتقييم حالة المستخدم باستمرار حيث كرفيق وثيق للذكاء الاصطناعي، جاهز لتقديم الدعم للصحة العقلية على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، كما أن تقنيات الذطاء الاصطناعي، وتقلل أيضًا من الوصمة المرتبطة بالسعي الى العلاج النفسي مما يحفظ خصوصية المريض.
الذكاء الاصطناعي يساهم في العلاج النفسي لمراقبة وتقييم تقدم العلاج، ما يوفر للمعالجين والمرضى رؤى قيمة حول فعالية جلسات العلاج من خلال المراقبة المستمرة لسلوك المريض وحالته المزاجية واستجابته للعلاج،و يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي في العلاج النفسي تحديد الأنماط واقتراح تعديلات على خطة العلاج عند الضرورة بحسب الباحثين.
وتوصلت الدراسة إلى أن الذكاء الاصطناعي يساعد أيضا في تحسين دقة التشخيص، والرعاية الأكثر تخصيصًا، من خلال تحليل مجموعات البيانات الكبيرة فضلا عن التخطيط للتشخيص والعلاج بشكل أكثر دقة، مما يؤدي إلى نتائج أفضل للمرضى، ومع ذلك أبدى الباحثون تخوفهم من استخدام شركات الذكاء الاصطناعي بيانات المرضى بشكل خاطئ.
تعليقات الفيسبوك