لطالما أثارت الملكة حتشبسوت - واحدة من أعظم حكام مصر القديمة - فضول المؤرخين وعشّاق الحضارة المصرية على حدٍ سواء، حكمت مصر بيدٍ قوية ورؤية فذة، لتصبح أول امرأة تتولى الحكم في تاريخ الفراعنة، وتقود حملات عسكرية، وتنفذ مشروعات معمارية ضخمة، وتكسر القيود وتصنع مجدًا خالدًا، لكن حياتها لم تخلُ من الأسرار والخبايا، بداية من علاقتها بتحتمس الثالث إلى أسرار رحلاتها البحرية الشهيرة.. وهناك الكثير من الجوانب التي ظلت طي الكتمان حتى كشف عنها الدكتور زاهي حواس، عالم الآثار، لـ«الوطن»، فما الحقائق المثيرة التي لا تزال على جدران معبدها الجنائزي؟
زاهي حواس يكشف حقائق عن حتشبسوت
يقول زاهي حواس، إن ما تم تداوله بشأن مقتل حتشبسوت على يد تحتمس الثالث هي مجرد خرافات، فتحتمس الثالث تزوج ابنتها ولهما صورة مشتركة على إحدى جدران معبد حتشبسوت في الدير البحري، ولم تكن هناك أي خلافات تذكر بينهم، مشيرا إلى أنّ ما أُشيع بشأن تدمير آثارها من قبل تحتمس الثالث ليس صحيحًا، بل آثارها التي تم تدميرها، كانت بسبب غضب المصريين القدماء عليها، لأنّها حاولت تغيير القوانين الآلهية من أجل الوصول إلى حكم البلاد باعتبارها امرأة.
وذكرت مجلة «The Collector» الكندية عدة محطات تاريخية مهمة في حياة حتشبسوت، وهي:
1- قادت حملة عسكرية بنفسها
الملكة حتشبسوت وهي في سن الـ22 ، قادت حملة عسكرية إلى الجنوب ضد مملكة كوش، والتي تعرف الآن بالسودان، حيث سجَّلت الصور والنقوش في معبد حتشبسوت تلك الحملة العسكرية.
2- رحلة بحرية تحمل «المر» إلى مصر القديمة
الملك حتشبسوت أرسلت حملة لبلاد بونت، وهي ما تعرف بالصومال حالياً، حيث كانت أحد أهداف الحملة هو الحصول على أشجار المر لزراعتها في مصر، كما عاد المصريون من الحملة محملين بالبخور والمر، اللذان عرفا بأسعارهما الباهظة نظراً لزراعتهما في أماكن محدودة، كما أظهرت اللوحات الجدارية في معبد حتشبسوت الجنائزي أعضاء الحملة وهم يعودون بهذه الأشجار.
3- أعظم إبداعاتها المعمارية «معبد حتشبسوت»
معبد حتشبسوت يعتبر أحد الإبداعات المعمارية في الحضارة المصرية القديمة، حيث استغرق بناؤه 15 عاماً، ويمثل تحولاً كبيراً في الطراز الهندسي، كما يتكون من 3 طوابق، وتشير الرسوم المنقوش على جدران المعبد إلى الحملة إلى بلاد بونت وبعض أحداث حياة الملكة حتشبسوت.
4- واحدة من أكثر الحكام إنتاجًا في التاريخ المصري
الهكسوس تسببوا في دمار للآثار المصرية القديمة، إلا أن الملكة حتشبسوت، قامت ببعض الترميمات مثل ترميم حرم موت في الكرنك، وبناء المصلى الأحمر في الكرنك، وبناء معبد باخت في بني حسن في محافظة المنيا، كما كلفت حتشبسوت ببناء العديد من المسلات، بما في ذلك واحدة ما تزال أطول مسلة قديمة باقية في العالم، وهي مسلة حتشبسوت.
5- حقائق عن صحة الملكة حتشبسوت
المجلة أشارت إلى أن حتشبسوت كانت تعاني من زيادة الوزن، كما أنها كانت تعاني من مرض السكري، وماتت بمرض السرطان، وهو ما أكده الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق، في تصريحات خاصة لـ«الوطن».
تعليقات الفيسبوك