الأمن السيبراني
في العصر الرقمي الحالي، ومع تزايد استخدامنا للإنترنت، ارتفعت بشكل كبير العديد من الهجمات الإلكترونية التي تهدف للوصول إلى المعلومات الحساسة واختراقها، وهو ما يعمل الأمن السيبراني في دول العالم على منعه، وقد حصلت مصر على مراكز متقدمة كواحدة من الأكثر الدول أمانًا من الهجمات الإلكترونية الخطيرة.
بحسب خبير التكنولوجيا، المهندس محمد مغربي خلال حديثه لـ«الوطن»، فقد حصل مصر على مراكز متقدمة في مؤشرات الأمن السيبراني عام 2023 ـ 2024، كواحدة من أكثر الدول أمانًا في ترتيب القائمة، وهو تصنيف يُصدره الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) لتقييم قدرة الدول على حماية أنظمتها المعلوماتية من التهديدات السيبرانية، والذي يهدف إلى قياس مدى استعداد الدول لمواجهة التهديدات السيبرانية وتطبيق السياسات والإجراءات المناسبة.
وقال مغربي إن مصر قد حصلت في مؤشر الأمن السيبراني العالمي (GCI) لعام 2023-2024 على 100 نقطة كاملة، مما يجعلها في نفس الفئة مع العديد من الدول الكبرى التي تعتبر رائدة في الأمن السيبراني، بناءً على النقاط الكاملة التي سجلتها مصر، وواصل: «لا يمكن القول إن هناك دولًا كبرى تتفوق عليها من حيث النقاط في هذا المؤشر، فمصر تقف جنبًا إلى جنب مع دول كبرى مثل الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، كوريا الجنوبية، سنغافورة، والإمارات العربية المتحدة».
وأوضح مغربي عن الطريقة التي يتم احتساب النقاط بها، فقد ذكر أنها تتم بناءًا على عدة معايير منها المعلومات المستخدمة، إذ يتم تقييم الدول بناءً على مجموعة من المعايير والمعلمات التي تشمل البنية التحتية للأمن السيبراني، واستراتيجيات الأمن السيبراني، بجانب قدرات الاستجابة للطوارئ، الوعي والتدريب، والتعاون الدولي، بالإضافة إلى النظام التصنيفي، والذي يتم فيه تجميع النقاط وفقًا لمدى تطور كل معيار ونسبة تطابقه مع الأهداف العالمية للأمن السيبراني.
أشاد مغربي بجهود مصر وتطورها في ترتيب مؤشرات الأمن السيبراني، فقد أشار إلى أن هذه التحسن كان بناءً على مجموعة من التحسينات الكمية والنوعية الملموسة: «تطور تصنيف مصر من 95.48 نقطة إلى 100 نقطة في مؤشر الأمن السيبراني العالمي بيعكس حاجات كتير زي تطوير الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني بشكل كبير».
وأوضح الخبير التكنولوجي بعض العوامل التي ساعدت مصر على ارتفاع تصنيفها، والتي أبرزها تعزيز الاستجابة للطوارئ وإدارة الحوادث السيبرانية، وتطوير فرق الاستجابة، إذ تم بناء وتجهيز 5 فرق استجابة متخصصة للطوارئ السيبرانية في 2023، مع تدريب أكثر من 100 متخصص في هذا المجال.
وأشار مغربي لمراكز الاستجابة للطوارئ التي تم إنشاءها، فقد تحسين أو إنشاء مركز الاستجابة للطوارئ الذي يشمل نظام إنذار مبكر متقدم، وقد زاد القدرة على التعامل مع 1500 حادثة سنويًا مقارنة بـ 1000 حادثة في السنوات السابقة، ففي عام 2023، أصدرت مصر الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني 2023-2027، التي تركزت على تحديث سياسات الأمان وتوسيع نطاق الحماية.
أضاف مغربي أن هذا الارتفاع يعود على مصر بالعديد من الإيجابيات، مثل زيادة ثقة المستثمرين، وتعزيز الابتكار التكنولوجي، وتحسين سمعة مصر الرقمية، وتحسين القدرة التنافسية الدولية، وتعزيز التعاون الدولي وزيادة الشراكات، وتوفير فرص جديدة للعمالة المحلية.
تعليقات الفيسبوك