قد يرغب البعض أثناء محاولتهم للابتعاد عن الملل لاستخدام الهاتف الذكي وتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، ظنًا منهم أنه الحل السحري للتخلص من ذلك الشعور المزعج، إلا أن هناك دراسات كشفت عن علاقة تربط التصفح الزائد «للسوشيال ميديا» بالملل، وفي التقرير التالي نستعرض التفاصيل.
علاقة تصفح الإنترنت بالملل
بحسب المهندس محمد مغربي، خبير التكنولوجيا خلال حديثه لـ«الوطن» فتصفح الإنترنت يمكن أن يؤدي إلى الملل بدلاً من الترفيه، وهذا يعتمد على عدة عوامل، مثل نوع المحتوى، فإذا كان المحتوى مكررًا أو غير مُحفز، فمن الطبيعي أن يشعر المستخدم بالملل، وكذلك الوقت المستغرق، فقضاء وقت طويل جدًا على الإنترنت دون تغيير النشاط يمكن أن يؤدي إلى الإرهاق الذهني والملل.
وأضاف «المغربي» أن المحتوى المنخفض أو غير المهذب يمكن أن يكون مزعجًا ويؤدي إلى تجربة سلبية، بالإضافة إلى الأضرار النفسية والعصبية، فهناك بعض الآثار المحتملة مثل الإدمان التي يمكن أن يؤدي لها الإفراط في استخدام الإنترنت، مما يؤثر على العلاقات الاجتماعية والحياة اليومية.
وأكمل خبير التكنولوجيا حديثه بالكلام عن القلق والاكتئاب الذي قد يرتبط باستخدام الإنترنت المفرط، خاصة عند المقارنة بالحياة الواقعية، ونصح المغربي باستخدام الإنترنت بوعي وتحديد أوقات محددة للتصفح ومشاهدة الفيديوهات، والتنويع في الأنشطة والاهتمام بالحياة الواقعية.
الملل وتصفح الفيديوهات
وفقًا لموقع «American Psychological Association»، فقد أجرت الجمعية الأمريكية لعلم النفس، دراسة على ما يزيد على 1200 مشارك من الولايات المتحدة الأمريكية، حول العلاقة التي تربط زيادة تصفح مواقع التواصل الاجتماعي بالملل، ووجدت الدراسة أنه زيادة تصفح الإنترنت، خاصة مقاطع الفيديو، وتحديدًا القصيرة، ومع التمرير السريع، جعل المشاركين في التجربة يشعرون بالملل بعد وقت قصير.
في واحدة من التجارب لإثبات الدراسة، شاهد جميع المشاركين مقطع فيديو على منصة الفيدويهات الشهيرة يوتيوب مدته 10 دقائق دون أن يكون لديهم خيار التقديم السريع، وفي جزء آخر، كان بوسعهم التبديل بحرية بين سبعة مقاطع فيديو مدتها خمس دقائق في غضون 10 دقائق، ووصف المشاركون شعورهم بملل أقل عندما شاهدوا مقطع الفيديو الفردي، بالمقارنة بالتبديل بين مقاطع الفيديو المختلفة.
وتقول مؤلفة الدراسة الرئيسية والباحثة في جامعة تورنتو، كاتي تام: «إن مشاهدة مقاطع الفيديو القصيرة على يوتيوب أو تيك توك أو فيسبوك أو منصات الوسائط الأخرى عبر الإنترنت هي هواية شائعة، لكنه قد يصبح مللا بسبب التبديل السريع بين المقاطع».
تعليقات الفيسبوك