حقق الذكاء الاصطناعي تقدمًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، ما أدى إلى التفاؤل والقلق على حد سواء بشأن تأثيراته المحتملة على البشرية، وفي الوقت الذي يقدم فيه الذكاء الاصطناعي العديد من الفوائد، فهناك مجموعة متزايدة من الدراسات التي خرجت تحذر من وجوده، وفي التقرير التالي نستعرض تفاصيل دراسة يصحبها بعض أراء الخبراء حول خطورة الذكاء الاصطناعي على حياة البشر.
الذكاء الاصطناعي والقنبلة النووية
وفقًا لموقع «scientific american»، فقد بلغت مخاوف البشر من الذكاء الاصطناعي ذروتها في العام الماضي 2023، وهذا بعد خروج مركز سلامة الذكاء الاصطناعي ببيان مكونً من جملة واحدة: «يجب أن يكون التخفيف من خطر الانقراض بسبب الذكاء الاصطناعي أولوية عالمية إلى جانب المخاطر الأخرى على نطاق المجتمع، مثل الأوبئة والحرب النووية»، إذ حذرت المنظمة من أن خطر الذكاء الاصطناعي قد يتخطى خطورة القنابل النووية.
وتناولت الدراسة في حديثها على الذكاء الاصطناعي بعض المخاطر التي قد يصنعها، إذ يمكنه الإساءة إلى أشخاص بعينهم إذا تم استخدامه بشكل سيئ، وذلك عن طريق إنشاء مقاطع فيديو بصورة وصوت شخصيات مشهورة دون ملاحظة الفرق تذم فيها أشخاص آخرين.
ووفقًا لما قاله البروفيسور نيلو كريستيانيني، أستاذ الذكاء الاصطناعي بجامعة باث: «هناك مخاطر اجتماعية في نشر الذكاء الاصطناعي، وقد عملت عليها لأكثر من عشر سنوات، ويجب أن يكون التخفيف من خطر الانقراض بسبب الذكاء الاصطناعي أولوية عالمية».
هل يشكل خطورة على البشر؟
وفقًا لجامعة ميشيجان ديربورن الأمريكية، أدلى بعض أعضاء هيئة التدريس الذين يعملون في مجال الذكاء الاصطناعي بآرائهم حول الأمر، وهم حافظ مالك، وسمير رواشدة بيرهانو إيشيتي، وأكد الثلاثة فكرة أن الذكاء الاصطناعي قد يشكل خطورة على البشر مبالغ فيها، إذ ينفذ أوامر محددة له في نطاق معين حدده له البشر، لكنه لا يمتلك القدرة على الوصول إلى عصيان البشر.
وفي وصفه أن الأمر لا يستحق هذه الخطورة، ذكر البروفيسور حافظ مالك أنه يمكن للذكاء الاصطناعي التغلب على الإنسان في الشطرنج أو تشخيص بعض الأمراض متفوقًا على بعض الأطباء، إلا أن الأمر لن يصل إلى درجة الانقراض البشري، ليتحدث رواشدة مازحًا بجملة: «يمكننا دائمًا فصلهم إذا بدأوا في سوء التصرف»، بينما حذر إيشيتي من الخطور الحقيقة للذكاء الاصطناعي تكمن في امتلاك الدول الكبرى له، إذ يمكنها التصرف به كيفما تشاء.
آراء الخبراء في خطورة الذكاء الاصطناعي
وفقًا لموقع «science media centre»، وبسحب البروفيسور نويل شاركي، الأستاذ الفخري للذكاء الاصطناعي والروبوتات بجامعة شيفيلد: «إن الذكاء الاصطناعي يشكل العديد من المخاطر على البشرية، ولكن لا يوجد تهديد وجودي أو أي دليل على وجوده، فالمخاطر ناجمة في الغالب عن الغباء الطبيعي المتمثل في تصديق المبالغات، ولقد ثبت أن العديد من أنظمة الذكاء الاصطناعي المستخدمة في الشرطة والعدالة ومقابلات العمل ومراقبة المطارات وحتى جوازات السفر الآلية غير دقيقة ومتحيزة ضد النساء والأشخاص ذوي الإعاقة».
وبسحب البروفيسور مارتن توماس فرينج، أستاذ فخري لتكنولوجيا المعلومات في كلية جريشام الذي قال:«إننا لا نعرف أي أسباب مقنعة تجعل بعض أنظمة الكمبيوتر عاجزة عن القيام بأي شيء يستطيع الدماغ البشري فعله».
تعليقات الفيسبوك