جلست في غرفتها كالعادة، تفكر في قائمة أحلامها، التي عزمت على تحقيقها بعد انتهاء الحرب في غزة، لتحضر دفترها وتمسك بقلمها، وتفتح صفحة بيضاء، كنقاء قلبها وبراءتها، لتسطر أمنياتها، واحده تلو الأخرى، وتدعو الله أن يستجيب «إن شاء مخططاتي تتحقق» ليكن أخر ما كتبته الطفلة سيلا، التي استشهدت في قطاع غزة، برفقة أخوتها وأقاربها بعد استهداف منزلها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
دفتر صغير مليء بالأوراق البيضاء، عدا ورقة واحدة، دونت عليها «سيلا» بالحبر الجاف، لتبقى أمنياتها حاضرة رغم رحيلها، ففي مقطع فيديو لم يتجاوز الدقيقة الواحدة، رصد فيه الصحفي الفلسطيني هاني أبو رزق، عبر حسابه الرسمي على منصة التواصل «إنستجرام»، أحلام الطفلة الصغيرة معلقا عليه قائلا: «أحلام الطفلة سيلا بعد نهاية الحرب، أحلام بسيطة انتهت قبل أن تتحقق، نتيجة استشهادها، في قصف على منزل بمخيم النصيرات».
أمنيات «سيلا» في قيد الكتمان
كانت تحلم الصغيرة، بأحلام أقل من أصابع كفيها، كتبتها بيديها ونطق بها لسانها، إلا أنها لم تحققها، فرغبت «سيلا» وفقا لمذكراتها في: «30 يوم دليفري» و «أحضر على تلفزيون وأسهر وأكل اللي بدي إياه»، «اشتري ملابس كتير وحلوة» ، «اقنع بابا يسافر عند خالو مصطفى» وآخر أمنياتها كانت «اطلع من غزة على سويسرا إن شاء الله».
باتت أمنيات الطفلة سيلا قيد النسيان، فقد رحلت الصغيرة، وبقيت أمنياتها في دفترها، تحت عنوان «مخططاتي بعد الحرب»، الذي لا يزال مستمرا حتى الآن، بداية من 7 أكتوبر، ليعيش أهالي قطاع غزة في كارثة إنسانية، شهداء تجاوزوا المئات أطفال ونساء ورجال، ونازحين تركوا منازلهم حطاما، تاركين أحلامهم وأمالهم قيد التنفيد، ليبقى السؤال هل ستتحقق أم لها مصير أحلام سيلا؟.
تعليقات الفيسبوك