أمطار غزيرة - أرشيفية
أربعة أيام من شهر ديسمبر تعتبر هي الأخطر والأشد، تبدأ في الأسبوع الأول من الشهر، وتحديدًا في اليوم الرابع وتستمر حتى الثامن من الشهر ذاته، تزامنًا مع هبوب نوة «قاسم» التي تؤثر على البلاد بحالة من التقلبات الجوية العنيفة متمثلة في هطول الأمطار بغزارة وتكون مصحوبة بالسحب الرعدية، الأمر الذي يستدعي رفع حالة الطوارئ في المدينة معظم أيام فصل الشتاء.
وتبدأ نوة قاسم بحسب جدول النوات في المحافظة، لتنذر باقتراب فصل الشتاء، الذي يحل رسميًا 21 ديسمبر، ومن سمات هذه النوة، أنّها تؤثر على الإسكندرية والمحافظات الساحلية برياح جنوبية غربية وعواصف وأمطار غزيرة، وسُميت بهذا الاسم نسبة إلى أحد أبناء الصيادين يُدعى «قاسم» الذي تعرض للغرق في تلك النوة مما أدى إلى إطلاق اسمه عليها.
ويقول الريس محمد أطّا، شيخ الصيادين بـ«المكس»، إنّ نوة «قاسم» يقال إنّها أُطلقت على اسم أحد الصيادين الذين راحو ضحية شدة النوة، التي ضربت المدينة الساحلية حينها برياح عاتية تسببت في فقدان توازنه، وقبل أن يرحل بدقائق ودّع زملائه قائلًا: «أنا آسف يا بحر».
وبحسب حديث شيخ الصيادين لـ«الوطن» إنّ نوة المكنسة من المقرر حسب جدول النوات أن تبدأ في الرابع من ديسمبر، لكن شدة الرياح على المدينة تشير إلى أنّه من المتوقع أن تبدأ النوة يوم الخميس أو الجمعة، وقد تشتد الرياح لتتجاوز سرعاتها بين 40 و50 كم/ ساعة.
نوة «قاسم» صنّفتها الهيئة المصرية لسلامة الملاحة البحرية، بأنّها الأخطر والأشد بين 18 نوة تضرب المحافظات الساحلية خلال فصل الشتاء، ويعرف بقدومها الصيادون من خلال رصد بعض العلامات المتمثلة في تساقط النجوم من السماء، أو هياج طائر النورس على سطح البحر، أو غروب الشمس وسط هالة حمراء أو قدوم رياح غربية.
ويُطلق مصطلح «النوة» على الرياح الشديدة التي يصاحبها أمطارا قد تصل لحد السيول، وتسببت نوة قاسم عام 2010 في تحطيم أجزاء من سور كورنيش الإسكندرية، بسبب تجاوز مياه البحر للطريق في عدة مناطق منها لوران ومحطة الرمل، إذ دائمًا ما تعلن المحافظة حالة التأهب القصوى أثناء هبوب النوة وتتوقف حركة الصيد والملاحة.
ومع اقتراب قدوم النوة، حذّرت الهيئة العامة للأرصاد الجوية من سقوط أمطار متوسطة إلى رعدية على محافظات «البحيرة، الإسكندرية، مطروح، كفر الشيخ، الدقهلية، بورسعيد، دمياط، السويس، شمال سيناء، جنوب سيناء، البحر الأحمر»، كما يسود طقس غائم جزئيا على القاهرة الكبري ومحافظات شمال الدلتا، وجنوب الوجه البحري.
وتبقى الظاهرة المؤثرة بحسب هيئة الأرصاد الجوية، هي الشبورة المائية الكثيفة والتي قد تصل لحد الضباب أحيانًا على بعض الطرق الزراعية والسريعة والقريبة من المسطحات المائية المؤدية من وإلى مناطق من القاهرة الكبرى والوجه البحري والسواحل الشمالية ومدن القناة ووسط سيناء وشمال الصعيد.
تعليقات الفيسبوك