دفعته المشكلات التي يواجهها الأطباء في تخصص الرمد وارتفاع تكاليف الأجهزة وصعوبة التنقل بها، والتي عانى منها كونه طبيب عيون، إلى ابتكار جهاز للكشف عن أمراض شبكية العين من الداخل عن طريق الذكاء الاصطناعي، باستخدام الهاتف الذكي، إذ بدأت التجربة منذ عام 2018، وما يزال يحرص على إدخال مزيد من التطوير والتعديل على الجهاز حتى العام الحالي.
الكشف عن أمراض شبكية العين بالذكاء الاصطناعي
تخرج الدكتور سامح نبيل من كلية الطب جامعة طنطا عام 2014، وبدأ في ممارسة طب العيون عام 2016، إذ يروي لـ«الوطن» كواليس ابتكاره جهاز للكشف عن أمراض شبكية العين من الداخل وتسجيل براءة الاختراع، موضحا أنه فكر في إدخال برمجية الذكاء الاصطناعي التي تفحص أمراض الشبكية: «هو مش أبلكيشن، حتى الآن هي فكرة واتسجّلت كبراءة اختراع، ونقدر ننفذها لما براءة الاختراع يتوافق عليها»، إذ تم تسجيل طلب براءة الاختراع تحت رقم 18/335,160 في USPTO، وينتظر الطبيب حاليًا تقييم لجنة مكتب براءات الاختراع والحصول على الموافقة.
آلية عمل الجهاز يشرحها سامح، قائلًا: «عبارة عن نظام تصوير ما بين كل آليات الذكاء الاصطناعي، اللي اتعملت بالفعل، وموجودة في العالم، وما بين الدكاترة البشريين، بتعمل كل حاجة منهم كعضو ليه صوت، يعني الدكتور البشري ليه صوت في تحليل الصورة ورؤيته للمرض اللي في الصورة، وإذا كان فيه برمجية في أمريكا بتحلل الصور هيكون ليها صوت، ولو فيه برمجية في مصر هيبقى ليها صوت، والبرمجية اللي إحنا عاملينها بتجمع أصوات الحاجات دي كلها، وبتديها أوزان، وفي الآخر بتتجمع الأصوات والأوزان دي كلها، عشان نطلع بأكتر نتيجة محتملة، أو أكتر تحليل يعتبر الأفضل بين كل التحليلات».
ويقول طيبي العيون الشاب، إنّ الجهاز حاليًا يتوافر بنسختين مختلفتين، أحدهما يستخدمها الطبيب «متوفرة حاليًا مع الأطباء»، وأخرى يستخدمها المريض بنفسه، وما يزال يعمل «سامح» على تطويرها، إذ يتم تصوير الشبكية أو العين من الداخل، ويتم رفع هذه الصورة على الجهاز السحابي أو «السيرفر»، ويتم العمل عليها بالآلية المذكورة من خلال الأطباء للحصول على نتيجة: «دكتور العيون لما بيستخدم الجهاز بيطلع صورة وهيبقى عنده أبلكيشن هياخد الصورة ويرفعها أونلاين، وبعدين يرجعله بنتيجة، والصورة دي هتكون غالبًا فيها التهاب أو مرض معين».
ومن المقرر أن يخدم الجهاز الأطباء الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف أجهزة العيون، والأطباء المضطرون إلى فحص المرضى خارج العيادات عن طريق هذا الجهاز البسيط، كما يخدم الجهاز أيضًا الدول الفقيرة والمناطق النائية التي تفتقر إلى العيادات ويصعب الوصول لها، مثل القوافل الطبية التي تخرج إلى مناطق وسط إفريقيا وتفتقر إلى الخدمة الطبية والاستشاريين المتخصصين.
تطوير الجهاز يسمح للمريض لاستخدامه بنفسه
مع تطور الجهاز يستطيع المريض في المستقبل، أن يستخدم الجهاز بنفسه لتصوير العين من الداخل، والكشف عن أمراض الشبكية، إلا أنّ الجهاز حتى الآن يتم استخدامه من قِبل أطباء مُدربين فقط: «الجهاز حاليًا لازم يستخدمه طبيب عيون يكون متدرب عليه، لأنّه بيستخدم قطرات معينة، والقطرات دي مش مسموح حد يستخدمها غير دكتور العيون بس، وحتى الدكتور البشري ميقدرش يستخدم الجهاز، لكن مع تطويره في المستقبل أي حد هيقدر يستخدمه، لما نقدر نطور الجهاز اللي بيتم فيه تصوير الشبكية بدون استخدام القطرة».
لم يكن الجهاز الذي ابتكره سامح، وليد اللحظة، بل استعان ببعض آراء أطباء العيون لتطوير الفكرة، كما استعان أيضًا بأحد مصممي المنتجات الذي ساعده في تصميم المنتج منذ 2016، وفي 2020 استعان بطبيب صيدلي وكوّنا مع بعض شركة، إذ تولى الطبيب الصيدلي التعامل مع الأطباء والتعريف بكيفية عمل الجهاز.
تعليقات الفيسبوك