إسراء مراد أثناء تكريمها في حفل التخرج
لم تكتمل فرحة إسراء مراد بتخرجها في كلية التجارة، إذ توفيت والدتها قبل الحفل، متأثرة بمعاناتها مع أمراض الكبد، لتشعر الفتاة العشرينية بفرحة غير مكتملة لغياب والدتها، في أهم لحظة بحياتها، لتحاول التخفيف عن نفسها، بالدعاء لها دائمًا.
كانت «إسراء» تعتني بوالدتها في الفترة الأخيرة، إذ كانت تعاني من مشاكل في الكبد، وتزداد حالتها سوءً يومًا بعد الآخر، وعلى الرغم من مرضها كانت تفكر بحفل تخرج ابنتها في كلية التجارة جامعة القاهرة، وتستعد لحضور اليوم، الذي تنتظره كل أم، بحسب حديث «إسراء» لـ«الوطن»: «والدتي هي الوحيدة اللي كانت داعم في حياتى، وعلى طول بتشجعنى للمذاكرة».
نُقلت والدة «إسراء» إلى المستشفى، لتلقي العلاج المناسب، وتحرص صاحبة الـ22 عامًا، على زيارة والدتها يوميًا، وذات مرة أثناء ذهابها للمستشفى، تلقت مكالمة تليفونية تفيد بوفاة والدتها، ولم تصدق الخبر واعتقدت أن هناك خطأ، ربما تكون الوفاة لامرأة أخرى: «فضلت أدعى وأقول، يارب يكون الخبر مش صح، أنا لسه كنت عندها امبارح».
كانت والدة «إسراء» تعمل موظفة للإنفاق على أبنائها السبعة، بعدما تخلى عنها زوجها بالزواج من أخرى، لتكمل رسالتها تجاههم، فأصبحت ابنتها الكبرى محامية، والباقيات معلمة وممرضة ومدربة دفاع عن النفس وخريجة معهد فوق متوسط، والابن خريج معهد: «مامتي تعبت علينا كلنا، وطلع عينها حرفيًا لحد ما أخواتي البنات كلهم اتجوزوا».
خرجت والدة «إسراء» على المعاش في العام الحالي، وكانت تشعر بسعادة كبيرة، بعد إتمام رسالتها بتخرج ابنتها الصغرى بعد فترة قصيرة، لكنها توفيت قبل تحقيق هذا الحلم، لتشعر الفتاة بفرحة غير مكتملة لغياب والدتها، في أهم لحظة بحياتها: «كنت بتكرم وأنا بعيط عشان أمي مش معايا».
تعليقات الفيسبوك