في زاوية بعيدة عن مرح وسعادة أصدقائه، يجلس على مقعده الذي كان رفيق الرحلة، ينظر إليهم بعينين تفيض منهما الرغبة والحماس في مشاركتهم، إذ فجأة يجد نفسه معلقًا في الهواء وسط الطبل والمزمار، يرقص بين يدي صديقه المقرب، مصاحبًا لضحكاته المرتفعة وتصفيقه العالي، فرحة بحفل تخرجهما.
«محمود» يرقص بين ذراعي «جرجس»
منذ ولادته، كتب عليه أن يعيش على كرسي متحرك، لكن ذلك لم يمنعه من تحقيق حلمه والالتحاق بالتعليم الجامعي، وبعد سنوات طويلة من الدراسة تخرج محمود خيري، من ذوي الهمم، في كلية الآداب قسم الجغرافيا بجامعة سوهاج، وعند الاحتفال بحفل التخرج اصطحب والدته معه من أجل رؤيته وهو يرتدي ثوب التخرج، والفرحة مرسومة على وجههما.
بالطبل والمزمار البلدي، احتفل زملاء «محمود» بحفل التخرج، إلا أنه لم يستطع مشاركتهم في الرقص والغناء، فما كان من الإم إلا أن تحرك الكرسي المتحرك، رغبة منها في إدخال السعادة إلى قلب نجلها، هنا هرول إليها صديقه المقرب «جرجس»، وحمله بين يديه للرقص به، وإدخال الفرحة إلى قلبه.
شعور بالبكاء تغلبه الفرحة
«جرجس ده أخويا مش مجرد صاحب وبس، أطيب إنسان ممكن تقابله، إحنا بقينا قريبين من بعض في فترة قصيرة، وبقى أقرب حد ليا»، وفق ما رواه «محمود» خلال حديثه لـ«الوطن»، موضحًا أن موقف صديقه تجاهه عندما رقص به أسعده للغاية، لدرجة أنه انتابه الشعور بالبكاء، إلا أن الفرحة غلبت عليه، ممتنا لصديقه «جرجس».
يواصل ابن محافظة سوهاج: «جرجس لما لاقاني واخد جنب لوحدي بتفرج عليهم وأنا نفسي أشاركهم الفرحة ديه، جه هو ومحمد عبد الراضي، واستأذنوا والدتي أنهم يشيلوني ويرقصوا بيا»، مشيرا إلى أن والدته سعدت كثيرًا بهذا الموقف، خاصة بعد رؤيتها له سعيدا وسط أصدقائه بحفل التخرج، الذي طالما انتظره منذ التحاقه بالتعليم.
حلم الحصول على الدكتوراه
لم يقف حلم «محمود» عند هذا الحد، بل يعتبره البداية في مشواره بعد التخرج، «الرحلة لسه بتبدأ وأحلامي كتيرة، عايز أحضر دبلومة وماجستير ودكتوراه وهحقق الحلم ده، مش هقف لحد هنا»، وفق ما رواه، موضحًا أنه يريد الدعم من أجل سهولة التحرك للحصول على الماجستير والدكتوراه.
تعليقات الفيسبوك