في الوقت الذي كان يتبارى طلاب الثانوية العامة للبدء بالمذاكرة والالتحاق بالدروس في شهر أغسطس الماضي، فوجئ محمد عصام بوفاة جدته ليصيبه الحزن قبل أن يكتشف بعدها بأيام إصابته بالسرطان، وفي الوقت الذي كان من المقرر أن يكون بقاعة الدروس، قضى وقتًا طويلًا بين أروقة المستشفيات، يستنشق رائحة العقاقير بجلسات الكيماوي التي كانت تمتد إلى 6 ساعات يمكث بعدها يومين في حالة إعياء كامل، يحاور الممرضات والأطباء، وينتظر نتيجة الفحوصات.
بدء المذاكرة بعد مرور 5 اشهر على الدراسة
في نهاية ديسمبر قرر «محمد» أن يلحق أقرانه ويتخطى آلامه ويبدأ بمذاكرة دروسه رغم قضاء معظم وقته بالمستشفى لتلقي العلاج قبل أن يبدأ جلسات الإشعاعي، ففي الوقت الذي وجد الطلاب في المذاكرة المشقة والتعب وجد فيها ضالته لتجاوز آلام المرض «بدأت مذاكرة عشان مفكرش في المرض»، فبين المستشفيات وقاعات الدروس بدأ المذاكرة بهمة عالية بحسب حديثه لـ«الوطن»، رغبةً منه في الالتحاق بكلية الطب ليتخصص بعلاج الأورام، «جسمي كان في خمول فمعرفتش ابدأ دراسة غير في نهاية شهر 12وكنت بمعهد الاورام لغاية قبل امتحان الدين بيوم».
درس باليوم التالي لجلسة كيماوي رغم الألم
84.5% كان مجموع «محمد» بالشعبة العلمية بالثانوية العامة بعد أن بدأ دراسته متأخرًا عن أقرانه بـ5 اشهر كاملة، رغم تلقيه العلاج الإشعاعي حتى قبل الامتحانات بأسبوعين، وعن أصعب اللحظات يروي أنه اضطر للذهاب إلى درس بعد انتهائه من جلسة كيماوي بيوم وكان في حالة من الإعياء الكامل لمدة 6 ساعات.
الرغبة بدراسة بمجال يساهم بعلاج مرضى السرطان
النتيجة لم تكن اليوم الافضل لـ«محمد» وأسرته كونه كان يتوقع حصوله على مجموع يلتحق من خلاله بكلية الطب، غير أن الرضا ما زال هو الشعور المسيطر عليه بعد أن قرر أن يستبدل حلمه ويلتحق بكلية العلوم ليسهم في إنتاج علاج للأورام والسرطان.
تعليقات الفيسبوك