خرج من رحم والدته ببتر أسفل ركبة ساقه اليسرى، فبدأ حياته مُختلفًا عما يراهم كل يوم من أسرته وجيرانه، لم يتوقف الطفل الصغير عندها، بل أعلن عن نفسه على الملأ، مواجهًا كل التحديات التي وقفت عائقًا في طريقه، وكانت عزيمته وإصراره هما الدافعان المحركان له، اهتم بدراسته ثم رياضة السباحة، ليحول محنته إلى منحة وتكون سببًا في نجاحه.
شارك الطفل أحمد حمدي، وعمره 13 عامًا، من محافظة الأقصر، في بطولة مصر الدولية للسباحة، والتي أقيمت في أكتوبر الماضي بالعاصمة الإدارية بمشاركة 13 دولة حول العالم، وفاز بميداليتين، واحدة ذهبية وأخرى فضية، وهي المشاركة الأولى له في المسابقات، وشارك في بطولة كأس مصر للسباحة البارالمبية لمدة 3 أيام، اليوم الأول والثاني فاز بالذهبية، واليوم الثالث من المسابقة حصل على الميدالية الفضية.
واجه إعاقته بالسباحة.. ويحلم بتحقيق أرقام قياسية
حمدي أبو الفضل، والد الطفل أحمد حمدي، يتحدث لـ«الوطن» عن مواجهة فلذة كبده لإعاقته، والتفوق برياضة السباحة: «أحمد مولود عنده بتر تحت الركبة في ساقه الشمال، وبتر في مشط القدم أسفل أصابع الرجل اليمين، واختناق في عُقل صوابع الايدين، وعملنا له عمليات في إيده وفكينا الاختناق، والحمدلله قدر بإصراره وشطارته إنه يتغلب على كل المشاكل دي وينجح، وحلمه إنه يكسر الأرقام القياسية».
السباحة سبب في شفاء «أحمد» من ضمور بساقه اليسرى
بدأ «أحمد» تعلم رياضة السباحة منذ سنوات، ورأى مدربه طه يوسف، أن إصراره وعزيمته يمكن أن يساهمان في تحويل الطفل الصغير إلى بطل سباحة تروى قصته للجميع، كما كانت السباحة أيضًا السبب في شفاء «أحمد» بعد أن عانى من ضمور في ساقه اليسري نتيجة ارتداء الحزام التعويضي، يروي والده: «كان بيلبس جهاز تعويضي وله حزام جلد، الحزام لما بيتربط فوق الركبة عمل شبه ضمور في باقي الساق، فالدم بيوصل ضعيف، لما بدأ يمارس الرياضة والسباحة بدأ يتحسن والضمور والسواد اختفى ورجعت ساقه يجري فيها الدم تاني».
مدرب أحمد حمدي.. «كنت بدربه الصبح وبالليل»
طه يوسف، مدرب أحمد حمدي، تحدث لـ«الوطن» عن البرنامج المخصص للطفل الصغير كي يستطيع مواجهة إعاقته والتغلب عليها، وتحقيق البطولات: «أول ما شفته لقيت فيه أمل وإصراره بممارسة الرياضة وتحقيق نجاح، وكنت بدربه الصبح وبالليل لأنه محتاج برنامج خاص ومجهود شاق، والحمدلله قدرنا نوصل بأحمد لمستوى كبير رغم الصعوبات الكتير اللي واجهتنا».
تعليقات الفيسبوك